الاثنين، 8 ديسمبر 2014

فساد التعليم في ولاية لعصابه

لطالما كنا نحتاج إلى رجل دولة يهز القلوب فبل الجذوع ؛ ويحطم لنا جدار الوهم السميك الذي بناه كل صنم في ولايتنا ؛ ويهتك لنا بقراراته الشجاعة قلاع الهوى والنفوذ ؛ ويكرس لنا هيبة الدولة التي ضاعت منذ قرون ؛ ويجعلها ماثلة للعيان في شخصه ؛ يذود عن حياضها ؛ ويستميت دون هيبتها؛حتى يصير لهيبة الدولة حظ وافر من الاحترام في تعليمنا الفاشل بسببه .
صحيح أن مديرنا الجهوي الذي كان معنا منذ شهرين : سطر مذكرة عمل بإخراج سبعين معلما أو تزيد من مدينة كيفه إلى بواديها ؛ تضم أفرادا من نسيجه الاجتماعي ـ وتلك سابقة ـ ونافذين ووجهاء يتباهون دائما أمام الملإ بعظمتهم فوق القانون ؛ ويضم ضحايا شملهم أيضا عن غير قصد حسب ما نظن .
ـ وبادل مديري المدارس في المدينة بدون مشاورة منهم أو سابق إنذار.
ـ وحرص على نصاب المعلمين داخل المدرسة ؛ فلأول مرة فرض عدد المعلمين علي قدرعدد الفصول.
فأثار الإعجاب والدهشة ؛ وذالك ليس في مضمون قراراته ؛فهي لا تخلو من عجرفة؛ وغبن باد في بعضها الآخر ؛ بسبب غياب بطانة ناصحة له ، فملعب الولاية جديد عليه؛ وإنما الإعجاب والدهشة في جرأته الرائعة في اتخاذ القرار؛ و في استبساله في تحرير القطاع ؛ من قبضة النافذين ؛ وعربدة المرجفين ؛ وغطرسة المسئولين ؛ وهي محاولة جريئة؛أبلى فيها بلاء حسنا؛في استرداد بعض هيبة الدولة داخل قطاعه ؛ في مدة وجيزة ؛ لا تتعدى شهرين ؛ ومما يزيد الأمر دهشة وانبهارا؛حين يكون الإنجاز في جو عام من الوزارة لا يدفع إلا إلى الفساد.
لقد لامس هذا المدير الجهوي هوى في نفوسنا ؛ إلا أن إنجازه العظيم والمحدود ـ يا للأسفـ ـ لا يتعدى أسوار عاصمة الولاية ؛ نلتمس له العذر فقد باغته التحويل عنا .
ترك الرجل إذن تركة ثقيلة لخلفه ؛ تراكمت عبر حقب ؛ فلو كان الفساد ماثلا للعيان ؛ لرأيت راياته الحمراء تخفق في كل مقاطعة ؛ وأرتاله العسكرية تطوق كل مدرسة وإدارة ؛ وطلائع جيشه على أطراف مدينة كيفه ؛ تتسلل لعلها أن تخرق؛أو تدمر ما وجد من بصيص أمل في استرداد بعض هيبة الدولة؛التي وفرها لزميله الذي سيحل محله.
فالولاية فيها ألف معلم ؛يتوزعون على ما يناهز أربع مائة وثمان وأربعون مدرسة ؛ بعضها وهمي ؛ وبعضها سياسي ؛ لا يبلغ النصاب القانوني ؛ وطاقم يتقاسمه ضغط العمل في الفصول ؛ وهم من الذين غلبت عليهم ضمائرهم ؛أوهم من الذين لا حيلة لهم ؛ و سوادهم ينعمون أو يشقون في هوى التلفيق في الراحات الطبية ؛أو التفريغ ؛ بل الإجازات المفتوحة ؛ والتستر على الغياب من طرف المفتشين وحتى مديري المدارس لا تنساهم.
و أخطر ما في الولاية مواجهة أوتاد الفساد؛ التي تستعطف بالقبلية تارة؛ وتتودد بالكبش والبقرة الحلوب تارة أخرى؛ وأم المصائب فيها الترغيب بالرشوة ؛ والتلويح بعضلات النفوذ ؛ أما التهديد والتوعد بفقدان المنصب ـ إن خالفتهم ـ فحدث ولا حرج .
رضاهم الوحيد في الفساد ؛يحتفون به وبأهله.
نحن اليوم نجد الفساد والإصلاح بين الفرح والترح ؛ يتساءلان عن المدير الجهوي الجديد لولاية لعصابه؛ ويريدان أن يعرفا أين محله من الإعراب ؟.
نرجو الله أن يكون محله < فاعلا > للخيرات لا < مفعولا فيه > .
لا تنسوا الدعاء للمفتش أحمد ولد البح فقد وفاه الأجل؛اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جناتك ؛ فهو من رجالنا القلائل الذين خدموا الولاية بإخلاص .
غالي بن الصغير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق