السبت، 30 أغسطس 2014

انطلاق ملتقى دعم القدرات اللغوية


انطقت صباح يوم الأربعاء الموافق : 27/08/2014 فعاليات الملتقى التكويني لدعم القدرات اللغوية ؛ للغتين العربية والفرنسية ويستفيد من هذا التكوين 1782 معلم موزعين على أربع مراكز هي انواكشوط وألاك وكيفة  ولعيون ، كما سيستفيد من هذا التكوين 515 أستاذ علمي موزعين على مركزين هما انواكشوط وكيفة ، ومن المنتظر أن يحقق هذا الملتقى تحسينا نوعيا على مستوى القدرات اللغوية والتعاطي مع الطلبة سبيلا إلى تحسين المنظومة التربوية ككل وتحقيق الأهداف المنوطة بها .

الجمعة، 22 أغسطس 2014

تغيير وزير التعليم العالي

تم الاستغناء عن وزير التعليم العالي الدكتور البكاي ولد عبد المالك ؛ الذي يعتبر من ألسنة النظام ومتكلميه ، بالإضافة إلى كونه تلميذ جيد ومنضبط للنظام طبعا ، حدث هذا رغم حداثته في الوزارة إذ لم يعمر فيها أكثر من ثمانية أشهر تقريبا ؛ وحل محله على رأس هذه الوزارة ؛

الدكتور سيد ولد سالم ؛ مدير حملة الرئيس محمد ولد عبد العزيز في الانتخابات الماضية ومستشاره قبل التعيين الأخير؛ وطبعا يتقاطع مع سابقه في كثير من النقاط منها مثالا لا حصرا : وضوح الأفكار، الإقناع والانضباط في الإخلاص للنظام الحالي ... ترى أين سيذهب ولد عبد المالك ؟ وهل هذا التغيير في هذه الفترة كان ضروريا؟ .

تجديد الثقة في وزير التهذيب الوطني

تم تجديد الثقة في وزير التهذيب الوطني باعثمان بعد الإعلان عن التشكلة النهائية لحكومة معالي الوزير الأول يحي ولد حد أمين ، وهي الحكومة الأولى في المأمورية الثانية للرئيس محمد ولد عبد العزيز، ويأتي ذلك عقب الكثير من التكهنات بمغادرة وزير التهذيب التشكلة الحكومية خالي الوفاض .                                                         .                                                   

الجمعة، 15 أغسطس 2014

تجريد ولد ديديا من مهامه

جرد المكلف بمهمة في وزارة التهذيب الداه ولد ديديا حسب بيان مجلس الوزراء المنعقد في الأربعاء 13 أغشت.
وقد أذيع أن تجريد ولد ديديا جاء على خلفية اعتراضه على تهميش الوزير للغة العربية.
وكان المكلف بمهمة المجرد من مهامه قد شغل عدة مناصب منها: مدير مدرسة تكوين المعلمين، مدير إدارة الامتحانات والتقويم وغيرها.

نشر لوائح المستفيدين من تكوين اللغة الفرنسية


نشرت وزارة التهذيب الوطني الاثنين 11 أغشت لوائح المستفيدين من تكوين اللغة الفرنسية للمعلمين وأساتذة المواد العلمية، ولم تعلن عن موعد بدء الملتقى التكويني، وإنما أعلنت عن تحديده لاحقا.



الأحد، 10 أغسطس 2014

مسيرة الحقوق .. الكنه والصدى والمنطوق / عثمان جدو


شهدت العاصمة انواكشوط يوم 29ابريل 2014حدثا  استثنائيا يجسد ترجمة جديدة لأحداث سابقة في أزمنة متعددة وبصورة موحدة وبتوافق يكاد يكون جامعا , وتمثل هذا الحدث في مسيرة أطلق عليها "مسيرة الحقوق" ..
 ومن المعروف أن الحقوق هي مجموعة الحريات المستحقة لكل شخص لمجرد كونه إنسان , بغض النظر عن اعتبارات اللون والعرق والمنبع والأصول ..إلخ
وتستند هذه الحقوق في مفهومها على الإقرار بأن جميع البشر لهم من القيمة والكرامة الأصلية فيهم ما يجعلهم يستحقون التمتع بالحريات الأساسية , والتي لابد من توفيرها لهم إذا ما أردنا الحديث عن حقوق الإنسان , أو اعترفنا باشتراكية هذا الإنسان لنا في إنسانيتنا , فبدون هذه الحقوق لا يستطيع المرء التمتع بالأمن والأمان , ولا يمكنه أن يصبح قادرا على اتخاذ قراراته الشخصية التي تنظم حياته .
انطلقت مسيرة الحقوق وهدفها الواضح والمعلن هو المصالحة انطلاقا من المصارحة والاعتراف والتجاوز والتسامح  ... اختلفت القرارات وتعددت الرؤى وتباينت الردود ولكل مسوغاته التي يبرر بها نظرته إلى هذه المسيرة , مشرعا كان أو مانعا مزكيا أو رافضا ناقما أو منصفا , لم يخلو المشهد من ملاحظات كبرى كانت السمة العامة والطابع الأبرز لهذه المسيرة , التي اعتبرها البعض نتاجا وعصارة لما قبلها ويراهن جازما على أن لها ما بعدها , ولعل من الملاحظات والنقاط المسجلة على هامش هذه المسيرة ,تخلي جيلين كبيرين من دعاة الحقوق في هذه البلاد عنها . – الجيل الأول ممثلا في مسعود ولد بلخير ومن يدور في فلكه , ومن المعروف أن هذا الجيل يعد الجيل النضالي الأول في هذه الشريحة إضافة إلى بعض المشاركين طبعا ..!!
-الجيل الثاني هو جيل الحقوق الأخير من حيث الظهور والأكثر نشاطا ومشاكسة وتطرفا وهو جيل التمرد بامتياز (برام ورفاقه) وإن عارضه في ذلك أقرب القوم وأظهرهم ..!  مما يطرح عدة تساؤلات منها أولا –هل لأن الأول (مسعود ورفاقه) جيل دخل تحت النظام زيادة عن اللزوم حتى صارلا يشارك في ما يعكر صفوه وإن كان مطلبا عادلا؟ - وهل تأتي مقاطعة الجيل الثاني (إيرا و ما يتبعها) ورفضها لهذه المصالحة نظرا لقلة الخسائر واعتراضا على مستوى النضج الذي طبعها ؟ أم أن هذا الجيل يشترط للمصالحة وقودا بشريا بدافع الانتقام أو القصاص ؟ أم أنه يريد التفرد بالمصالحة وحمل لواء المشهد الحقوقي دون الغير بمقاسه وطرحه دون مقاس وطرح الآخرين؟
لقد نجح المنضوون تحت لواء الحراك المغذي لهذه المسيرة في جلب واستقطاب مؤيدين من خارج الشريحة الحاملة للواء القضية , والتي تعتبر نفسها المتضرر الأكبر والمهمش الأبرز, فسار إلى جانبهم وسايرهم أفراد ثم جماعات من مكونات و إثنيات مختلفة , بغض النظر عن الانتماء العرقي والذي يعتبر معيارا ضيقا يرفضه كل ذي بال ... وما مشاركة هؤلاء رغم اختلافهم , إلا إيمانا منهم بحقوق مستحقة غير متوفرة أو كانت إلى عهد قريب منتزعة كليا أو مضيق فيها حاليا , رغم أنصاف الحلول والعلاجات الآنية التي تقوم بها الحكومات المتعاقبة على هذه البلاد , والتي لا تعمر طويلا ولا تستأصل الورم الخبيث ولا تقضي على مصدر الفيروسات ولا تطهر منبع الجراثيم ,فتعيين أشخاص بفعل انتمائهم لهذه الشريحة وغيرها لا يعد الحل الناجع , واستقطاب رموز من هذه الشريحة ومن غيرها ليس هو العلاج الأمثل , وإن كان يعمل عمل المسكن لكنه مسكن مزيف ومفعوله قصير المدة وقليل التأثير , فحري بالدولة وأجهزتها المختصة وهياكلها الناشطة أن تبحث عن طرائق جديدة أكثر جدية و نجاعة  وأظهر انعكاسات على إنعاش السلم الاجتماعي والانسجام المعنوي بين مكونات الدولة الشرائحية , من قبيل إطلاق مشاريع تنموية كبرى تستهدف المهمشين عموما , وتعم المحرومين خصوصا وتسكت أفواه الصارخين وتملأ بطون الجوعى وتكسي العراة وتسقي العطاش , بأسلوب عصري نهضوي شامل لا ينظر إلى هذه المتطلبات بصورة نمطية وإنما بمستوى من الحذاقة يضمن الحاجة ويوفر الرفاهية تماشيا مع نضج الحقوق وقفزتها النوعية التي تجاوزت تلك الأجيال الحقوقية القديمة بالإضافة إلى وعي الساعين خلفها , مما جعل الحلول الترقيعية سياسة عمياء لا تعدو كونها آنية النتائج بالمعنى السلبي ولن تكون لهذه المشاريع قيمة جدوائية ما لم يتم القضاء على الانعزال الشرائحي والتخندق الإثني والحصر الجغرافي ,فبقاء ظاهرة آدوابة ولكصور, وما يشجع عليها من سياسة دعائية تقوم بها الدولة أحيانا باسم وكالة التضامن , وأحيانا بأسماء أخرى غير بريئة لا تعدو كونها حملة سياسية متجاوزة الأسلوب , شأنها تغذية وتعميق الأزمة النائمة تحت الرماد السياسي والحقوقي لفترة أطول , وطبعا تعد بالانفجار أيما لحظة .
إن استمرار السياسات الحكومية قصيرة النفس والتي تركز دوما على الأعراض دون الأسباب , تجعلنا نتأكد أن هذه المسيرة هي البداية وستليها أخرى بعنوان "الوولف" وأخرى بعنوان "الفلان"وثالثة باسم الصوننكي" و"لمعلمين " و"إيكاون" وستظهر مجموعة باسم" آزناكة " وطبعا لن نعدم مجموعة تنادي باسم حقوق" النساء العوانس" وأخرى قبلها تريد حقوق" المخنثين".
هذا لا يعني أن هذه الحقوق غير مشروعة أو أن المطالبة بها أصلا ممنوعة , لكن الأولى والذي يعد واجبا على الدولة هو سد الذرائع أمام الكل , وليس ذلك بالحلول الأمنية التي أثبت التاريخ عدم جدوائيتها , وإنما بالنهضة التنموية الشاملة وتحقيق العدالة الاجتماعية وما يصاحبها من استقلال حقيقي في القضاء وتقريب للإدارة من المواطن وتكافؤ الفرص في المسابقات والابتعاد عن الانتقائية والمحسوبية السائدة والمكشوفة والتي تثير النعرات والانتماءات الضيقة بصفة يومية .

تصحيح المفهوم / عثمان جدو


كانت البشرية في جاهلية عمياء و ضلالة كبرى, يأكل القوي منها الضعيف , يستولي فيها الرجل على زوج أبيه كغنيمة له بعد وفاته ,يستعبد أخاه ,يقطع رحمه,لا صوت يعلو على صوت القوة ومنطق العنف والظلم دون تمييز, لم يشفع اللون لأصحابه ولا علو مكانة
 الآباء لأبنائهم , ولا يسر الحال لمن كان حالهم ميسور, فكل ما وقع أحد هؤلاء في أيادي الظلمة طاله الظلم ,اختلفت الوسائل  وتعددت الأساليب والصورة واحدة ,ظلم ,قهر,استعباد...لم يسلم من هذه الظاهرة الأنبياء الذين كرمهم الله واصطفاهم من بين خلقه,كما وقع مع يوسف عليه السلام ,لكن ذلك لم يحجب عنه نور النبوءة ولا علو الشأن ,فلقد بعثه الله تبارك وتعالى رسولا إلى قومه ,وملكه في الأرض ,وهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ,كما قال رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام ,ولقد شهدت بلاد الإسلام أوجه متعددة ومختلفة لهذه الظاهرة ,شأنها في ذلك شأن كل بقاع العالم فلقد استعبد سلمان الفارسي رضي الله عنه الذي كان وجيها في قومه الفرس ,إذ كان أبوه ًدهقانا ً ,ولقد جار على سلمان قوم استأمنهم على نفسه في رفقة كان يحسبها مأمونة ,لما كان في طريقه إلى المدينة ,باحثا عن الحقيقة , ولم يسلم منها صهيب الرومي رضي الله عنه ,ولا زيد ابن حارثة رضي الله عنه,والذي كان قومه عربا أقحاح ,يخشى بأسهم,ويحسب لهم ألف حساب ,ولقد كان بلال رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين ,وجه من أوجه المستعبدين الأحباش,الذين كانوا يبيعون أبناءهم بسبب الفقر والحاجة ... ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ,كانت هذه الظاهرة متجذرة في نفوس البشر,يعيشونها كجزء من حياتهم اليومية ,ويستخدمون فيها بني جلدتهم كعرض من عروض التجارة , بالإضافة إلى الاستخدامات  الأخرى والمتعددة آنذاك , فكان صلى الله عليه وسلم المخلص والمنقذ لأولئك المظلومين المطحونين ,وسن الشارع جل وعلا طرائق متعددة لاستئصال هذه الظاهرة والقضاء عليها ,فبدأ بالتضييق عليها في سبيل تجفيف منابعها , فكانت كفارة العتق هي أعظم الكفارات ,وكان عتق الرقبة المؤمنة من أفضل القربات ,إلى الله تعالى ,وضيق الخناق على الأسباب التي من شأنها زيادة عدد الأرقاء ,فحث على عتق أم الولد ... ولم يمنع زواج الحرة من المملوك ...إلخ , ومنع كل الأسباب وجفف كل المنابع التي كانت تعتبر الروافد الكبرى للرق ,فحرم صلى الله عليه وسلم بيع الأولاد الذي كان يعتمده الأحباش وبعض القبائل في الجاهلية ,وبين أن الآباء تجب عليهم نفقة الأبناء ,حتى يبلغوا السعي  ,وأنهم ليسوا ملكا لهم ,يستخدمونهم كتجارة,وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم السطو الذي كان منهجا ينتهجه البعض , ويحكم لغة القوة من أجل تحقيق مآربه في سبيل استعباد الآخرين ,وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الاعتداء على من ائتمن قوما على نفسه أن يغدروا به ويتملكوه كما حدث مع سلمان الفارسي رضي الله عنه , واعتبر ذلك قطعا للطريق وشقا للعصا وانتهاك لحرمة الشارع الذي حفظ للمعاهد حقه .
ولقد شهدت بلادنا هذه الظواهر مجتمعة عندما كانت تعرف بالبلاد السائبة ,حيث ازدهر ما كان يعرف ب: الغزيان و السعاية ولعتيلة ...إلخ ,ولم يكن ذلك لهدف شرعي تعلى فيه كلمة التوحيد , وإنما لتحقيق الأطماع , وإشباع الرغبات الاستعمارية , باختصار شديد لقد حارب الإسلام هذه الظاهرة بطرائق شتى ,وسد الأبواب أمامها , ولم يبق من أبوابها إلا باب واحد ,سيظل قائما إلى يوم القيامة , وهو الذي ينتج عن الحرب العادلة , والحرب العادلة فقط ,والتي هي بإمرة إمام المسلمين العادل , وهدفها إعلاء كلمة الله تبارك وتعالى , ولابد فيها من اختلاف الملة , فمن أسر من المشركين , أرقاء حتى يدخلوا الإسلام  , ويرى الإمام أن في عتقهم مصلحة للإسلام والمسلمين ,هذا السبب سيظل قائما وفيه عز ومنعة للإسلام والمسلمين ,وهذا الوجه هو الذي يعتبر الوجه الشرعي الوحيد المتبقي من أسباب العبودية , والذي لم تقم أسبابه على هذه الربوع, مما يعني عدم شرعية الأشكال الأخرى , الموجودة هنا سلفا , فهي ناتجة عن تلك الأوجه الأخرى غالبا ,والتي تتمثل في استلاء البشر على بعضهم البعض ,بفعل الفقر والعجز الفكري , وتأثير القضايا الروحية [الولاية والتازبة ...إلخ] وقضايا (السعاية والغزيان ولعتيلة ...إلخ) وغيرها من أنواع السطو الذي هدفه الاستلاء على الأموال والأنفس فقط , وبغير وجه شرعي , بل عادة ما يكون أصحاب هذه الغارات ممن لا يقدسون الدين الإسلامي ,ولا يأتمرون بأوامره , ويجدون في ذلك عزا ورفعة وتجليا لمنبعهم الاجتماعي ,وطبعا الدين منهم براء,و لقد كان علماؤنا الأجلاء قد بوبوا للتعامل مع هذه الظاهرة في كتبهم  الفقهية , وبينوا أنواع التعامل معها , لكنهم في مجمل كلامهم كانوا يتحدثون عن هذه الظاهرة على اعتبار الوجه الشرعي ,والذي سيبقى قائما إلى يوم القيامة , والذي منبعه الحرب العادلة , ولا يقصدون في فتاواهم ,ولا في كلامهم الأوجه الأخرى التي تعكس التسلط والاعتداء على البشر , وهذا هو ما انطلى فهمه على البعض , فحملوا علماءنا الأجلاء مسؤولية جهل البعض ممن انتهكوا حرمات البشرية جمعا , وصار البعض يهاجم الفقهاء تارة ويخطئهم تارة أخرى , ومن المعلوم أن موضوع العبودية لا يقتصر على جنس ولا لون عكسا للسائد في البلاد السائبة قديما وحديثا , والذي تناقله الركبان وتسامر عليه الفتيان , من هذا المنطلق ومن غيره , ينبغي رفع الملام عن أئمتنا الأعلام , وفهم مقصدهم الفقهي فهما سليما , والوقوف عند الحق الذي يقتضي إجلالهم , وفهم ما قصدوا , وما عنوا في كتبهم , والذي يشير إلى السبب الناجم عن الحرب العادلة , والحرب العادلة فقط , لا بيع الأبناء , ولا الاستلاء على الرفقاء في السفر ولا في غيره ,ولا السطو تبعا للقوة , ولا قطع الطريق  , ولا كل تلك الأسباب , التي كانت تعتبر الأوجه البارزة للاستعباد ,والتي حاربها الشارع جل وعلا, وبين ذلك رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم , وطبقه أحسن تطبيق ,فزوج زيد ابن حارثة بابنة عمه , كما تزوج العديد ممن اكتووا بهذه الظاهرة ببنات الأسياد من قومهم , مما يعني أن المجتمع آنذاك , كان مجتمعا سليما , لا يحمل ضغينة للأفراد , ولا يزدريهم على أساس مكانة سابقة تبوءوها , سواء كان مؤداها ظلم أو غير ذلك , وإنما اعتبرهم , أشخاص كاملي الكرامة , لا معرة عليهم في الدين , وظهر ذلك جليا في عصر التابعين , الذي كان قادة الرأي فيه من الأرقاء السابقين ,دون أن ينقص ذلك من قدرهم شيئا , ومن هؤلاء مثالا لا حصرا .عطاء ابن أبي رباح ـ الحسن البصري ـ ربيعة الرأي ـ طاؤوس ...إلخ والقائمة تطول , مما يعني أن المجتمع حينها كان يعطي للإنسان قيمته على أساس ما يتقنه ويقدمه للمجتمع , لا على أساس الاعتبارات ,والخلفيات الضيقة , التي هي داء الأمة , وهي السبب الكامن وراء ضعفها , وهوانها على الآخرين , فعلينا جميعا أن نسعى من أجل محو هذه الفوارق ,في تعاملاتنا ,في نظراتنا , في كلامنا , في أسواقنا ,في مجالسنا , في كل ما يحيط بنا , إذا نحن أردنا البقاء ,وعلينا أن نجعل بدل القبيلة الأخوة في الإسلام ,ونتألم لآلام المسلمين , ونشتغل بمشاغلهم , ونفرح لفرحهم ونترح لترحهم ونشاطرهم كل الهموم ... بارك الله الأمة المحمدية .

من أهَل برام لنيل الجائزة ؟ / عثمان جدو


من المعروف أن حقوق الإنسان هي مجموعة الحقوق والحريات , المستحقة لكل شخص , لمجرد كونه إنسان , وهي تستند في مفهومها على الإقرار بما لجميع البشر من قيمة وكرامة أصلية فيهم , فكل البشر يستحقون التمتع بالحريات الأساسية  ,والتي يعتبر توفيرها  لب حقوق الإنسان ,
 فبتوفير هذه الحريات يستطيع المرء التمتع بالأمن والأمان , ويصبح قادرا على اتخاذ القرارات التي تنظم حياته , وطبعا يختلف مفهوم هذه الحقوق ونوع هذه الحريات باختلاف البيئات والمجتمعات , ومهما كانت الحقوق مدنية أو سياسية مثل الحق في الحياة والكرامة والمساواة أمام القانون وفي حرية التعبير , أو اقتصادية واجتماعية وثقافية مثل الحق في العمل والضمان الاجتماعي والتعليم , أو حقوق جماعية , مثل الحق في التنمية وتقرير المصير , فهي حقوق غير قابلة للتجزئة , وهي مترابطة و متآزرة , ومن شأن تحسين أحد الحقوق أن يسهل الارتقاء بالحقوق الأخرى , وبالمقابل فإن الحرمان من أحد الحقوق يؤثر بشكل سلبي على الحقوق الأخرى .
وبالنسبة لمسار الحقوق في بلادنا بشكل عام ومنذ نشأة الدولة , فقد ظهر أفراد وجماعات في فترات متباينة , وبشعارات وأساليب مختلفة , لكننا هنا سنقتصر على الإشارة إلى مجموعتين , من باب ضرب الأمثلة فقط لا للدراسة ولا للجمع والحصر..
فمثلا وجدت مجموعة من الحقوقيين مع وجود الدولة الفتية , بداية الستينات , عندما كانت الحقوق بصفة عامة في جيلها الأول , وكان المطلب الأساسي للحقوقيين آنذاك , هو حق الحرية والكرامة والتملك مثلا ومع تقدم الزمن وانصهار العالم وانتشار الوعي في البلدان النامية ,والبحث عن حقوق أكثر تقديرا للأشخاص , وأكثر اعترافا لهم بإنسانيتهم , وصلت الحقوق إلى جيلها الثاني وتم الانتقال من طلب حق الحياة والكرامة إلى المطالبة بالإسهام في صنع القرار وتقلد المناصب الحكومية , وحصل ذلك مع بعض الحقوقيين في البلاد آنذاك , وأعتبر في ما بعد أن ذلك كان من الحلم الذي صار واقعا .
بعد ذلك ظهر جيل جديد من الحقوقيين , أثاروا عواطف الجميع بأساليبهم وطرائقهم المختلفة , وكان أبرز هؤلاء المناضل , بيرام أو الثائر كما يصفه البعض , والعنصري بامتياز حسب البعض الآخر , أو العميل والصناعة الفرنسية , كما يحلو للبعض في وصف الرجل , أو المقرب الإسرائيلي أو العميل العزيزي كما يصفه البعض , ويبرر ذلك بزعمه إنقاذ الرجل للموقف , عندما كانت منسقية المعارضة تضيِق الخناق جدا على نظام الرئيس عزيز , حينها قام الرجل بحرق الكتب الفقهية في حادثته الشهيرة , والتي صرفت الرأي العام عن مطلب إسقاط النظام ..!!
وحصل بعدها تعاطف كبير مع الرئيس عزيز , خصوصا عندما أعلن يومها عن عزمه   تطبيق الشريعة الإسلامية ..!!
وبعدها ذاع صيت بيرام خارجيا ثم داخليا , وتميز هو وجماعته بأساليبهم الخاصة ومناهجهم الفريدة , وطبعا ينكر عليهم الكثيرون ذلك , رغم توافق البعض معهم في مبدأ المطالبة بالحقوق الإنسانية المشروعة , والمكفولة لكل شخص على وجه الأرض , بفعل إقرار الدساتير والمعاهدات الدولية لها ورعايتها لذلك , وطبعا استفاد الرجل وجماعته من وصول الحقوق بصفة عامة إلى جيلها الثالث , والذي تتركز الحقوق فيه بالإضافة إلى حصول المطلوب في الجيلين السابقين من الحقوق (حق الحياة . الكرامة .التملك .التعبير . صنع القرار.تقرير المصير..إلخ ) إضافة إلى ذلك  تحقيق الرفاه الاجتماعي في مختلف جوانب الحياة , والتي تنعدم أدنى مستوياته في آدوابه التي ركزت جماعة (إيرا) نشاطها عليها وعلى كشف بعض الحالات التي تظهر خرق حقوق الإنسان الواقعة في محيطها , وعمدوا إلى استجلاب بعض الحالات , ومتابعة بعض الأفراد القادمين من آدوابة والمتضررين من التجاهل والتهميش والفقر المدقع ,وكشف بعض الحالات التي تدعم أجندة الحركة وتلمع صورتها , وقدموا نماذج وشكايات كثيرة إلى العدالة , وذلك بأساليب لم تكن مرضية عند البعض لكنها أثارت العواطف وحركت الرأي العام الدولي قبل الوطني ..
إن مشكل آدوابة الضارب في القدم ,  يعد الرافد الأكبر والمزود الأساسي لكنانة برام وغيره , وبوجود واستمرار ظاهرة آدوابة المؤسفة تحت وطأة الفقر والجهل والتخلف والحرمان , سيظل المجتمع والحكومة ينتجون بيرام وأمثاله في أثواب قد تكون أخطر وأعنف وأكثر تمردا يوما بعد يوم , وبذلك يكون الكل ساعد في ظهور هكذا أشخاص , وجعل منهم أبطالا ورموزا وأهلهم إلى نيل ما يقلدهم به الغرب من ميداليات وشعارات .. فإلى متى يتجاهل المجتمع والحكومة ظاهرة شغلت ماضينا وتعكر صفو حاضرنا ويتوقف عليها مستقبلنا ؟؟؟

سياستنا اللعينة / عثمان جدو


(من استعمل رجلا من طائفته وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله وخان المؤمنين ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
السياسة هي رعاية الشؤون الداخلية والخارجية للدولة , وهي أيضا دراسة السلطة لتحديد من يحصل على شيء ما ... وهي دراسة تقسيم الموارد في المجتمع عن طريق السلطة , وهي دراسة العلاقات والطبقات , وهي فن الممكن , بمعناه الذي يعتمد على دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعيا , وليست فن الممكن بمعناه الدال على الخضوع للواقع السياسي  , وعدم تغييره بناء على حسابات القوة والمصلحة ...
اختلفت التعريفات وتعددت في ظاهرها , لكنها متفقة في مضمونها على أن الهدف من السياسة هو التدبير بما يقتضي المصلحة العامة , وصيانة حقوق الأفراد والجماعات بالشكل الأمثل , والاجتهاد في اختيار من يصلح لذلك ويقوم به على الوجه المطلوب , فهل كان لمشهدنا السياسي حظ من ذلك كله ؟؟
لقد ظهرت أحزابنا السياسية ورموزها في أثواب ومشاهد مختلفة , فتقمص البعض الميكافيلية ( التي تستخدم كل الوسائل مهما كانت ـ طيبة ..خبيثة ـ للحصول على غاياتها وأهدافها { الغاية تبرر الوسيلة})
وظهر البعض بشعارات ابروباغاندية ـ والتي يلجأ أصحابها عادة إلى التأثير على سلوك الغير , وذلك بإقناع الآخر لما يريد باعتماد الترويج و الإعلانات وغيرها .. واستهدفوا العقول لغسل الأفكار وتغيير الآراء , وأجاد الكل التحايل والتمثيل سعيا لسلب إرادة الناخب واحتوائه , وهضمه بسهولة .. واللافت في الأمر أن الكل كان ديماغوجيا بامتياز , إذ اعتمد الكل أساليبه الخاصة وخطاباته ومناوراته وحيله السياسة لإغراء الناخب , بوعود كاذبة وخداعة , ظاهرها أن المصلحة للشعب وعمليا من أجل الوصول إلى المنصب والحكم , وابتعد البعض بذلك عن كنف العزيز ليرتمي في أحضان المقتاتين على فتات العزيز , وأبدل البعض شعور الدين بشعر أو شعار كلاهما في الغالب مستعار ...
وقبل ذلك قاطع البعض بحجة النزاهة المفقودة والفساد المتحكم والمنتشر .. لكنها مجرد شعارات لا تختلف عن الشعارات السابقة , فلقد عودنا سياسيونا أن مصلحة الحزب عندهم أولى من مصلحة الوطن .. المهم أنه بتلك المقاطعة مكن المقاطعون للمفسدين وأعانوهم على النماء والتفرد بالسلطة ونشر الفساد لأنهم مفسدون حسب زعمهم ...
وهنا أصل إلى الطرف الآخر من المشهد السياسي المرتبط باللجنة الوطنية أو اللاوطنية , المستقلة أو المستغلة للانتخابات أو المحابات , أردت أن أجمع التعريفات فقط كي لا أغضب طرفا سياسيا , المهم أن عمل هذه اللجنة باختصار أتسم بالارتجالية والبطء والتخبط والنقص والانتقاء , وهذه أمثلة :
ـ اختيار مشرفين ( رؤساء وأعضاء مكاتب )تقدموا سابقا إلى للجنة كمرشحين للانتخابات ـ البلدية والنيابية ـ وللأمانة تم تصحيح بعض هذه الحالات بعد لأي وبقي أو فات الآخر.
ـ اختيار مشرفين ناشطين صريحين في الحملات الدعائية لبعض الأحزاب .
ـ السكوت على الاستخدام العلني والفاضح للمال السياسي , من أجل سلب إرادة المواطن الانتخابية .
ـ اختيار مشرفين من الشارع ونسبتهم إلى التعليم كذبا وبهتانا .
ـ الارتجالية في إرسال المكاتب , حيث حدث تأخر غير مسبوق في إرسال المكاتب إلى ليلة الاقتراع مع العلم بوعورة بعض المناطق وانعدام الطرق مما يتطلب إرسال المكاتب يوما أو يومين قبل الاقتراع, واعتمدت اللجنة في بعض المناطق تخصيص سيارتين مثلا لكل بلدية , ونسيت أو فاتها أن البلديات تتداخل أحيانا وتتباعد جغرافيا , فكان من الأولى اعتماد الخطوط الطرقية والاعتماد عليها بدل الحيز الجغرافي للبلديات , ربحا للوقت وتوفيرا للجهد والوقود.
كما حدث أيضا أن الأقفال لا تؤدي  خدمة الإغلاق , وتحمل نفس الرقم وتفتح في الاتجاه العكسي ..
ـ  عدم إتاحة الفرصة لممثلي الأحزاب كي يحضروا مركزة النتائج , بل وحجبها عنهم حتى تجميع العدد الأكبر منها ... رزقنا الله في المستقبل دولة مدنية وأحزاب وطنية ولجنة مستقلة ..

خدي توري ..شهادتي عليكم / عثمان جدو


ولدت في العاصمة انواكشوط عاصمة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بلد المليون عالم قبل المليون شاعر، بلد الأخلاق والفضيلة، موطن الكرم والجود، أرض النخوة والشهامة، كما قيل ويقال ويعتبره البعض جزء من معتقده.
وكثيرا ما تغني قادة البلاد وافتخروا بأمنها وأمانها، وأهملوا وتناسوا إجرام مجرميها وسيبوا طغاتها ومخربيها دون عقاب.
أما أنا فسأحكي شهادتي فقط ولايهمني ذاك القيل والقال وكثرة الافتخار والانتحال والجزم بحسن المآل .. في العام الذي ولدت فيه قبل ست سنوات ظهر فسادكم في بركم وبحركم وليس ذلك لأول مرة , إنما هو المظهر نفسه يتجدد كل عام, لقد تم في هذا العام لوحده اغتصاب مئات الفتيات البريئات وتجاوز عددهم الألف , وتعاقبتم جميعا على اغتصابهم ,منكم من باشر الاغتصاب ومنكم من تفرج متلذذا , ومنكم من بارك بصمته , ومنكم من شرَعه بتدخله في إطلاق سراح الجناة المجرمين المخربين ,وشفعتم في حدود الله التي لاشفاعة فيها وعطلتم شرعه الذي لايعطله إلا خاسر, واحببتم أن تشيع الفاحشة في قوم مؤمنين , وتركتم المجرم يسرح ويمرح بينكم معززا مكرما , بل تسابقتم إلى تهنئته بعد إطلاق سراحه ورضيتم به شريكا لكم في أعمالكم , وقبلتموه زوجا لبناتكم وأخواتكم , وجالستموه وآكلتموه , وحالفتموه في سياستكم , إذا لافرق بينكم كلكم مذنب أنتم في الجرم سواء.
في العام الذي ولدت فيه , اغتصبت فتاتين إحداهما حامل في شهرها السابع والجاني شرطي ورفيقه وطبعا أفلتا من العقاب ..!! وصدق القائل : قد يؤتى الحذر من مأمنه .. المسؤول عن الأمن هو الجاني ..!! وبعد ذلك بقليل أخبرتموني أن شابا محظريا اغتصب فتاة في مسجد وذلك في مقاطعة عرفات , وبعد ذلك قلتم لي وأنا البريئة التي لا تفهم تفاصيل إجرامكم , لكنكم أخبرتموني أن سيدة سنغالية اغتصبها أربعة ذئاب منكم , على طريق أكجوجت وتركوها يائسة بائسة , قرب بقالة المسافرين , وأخبرتموني أن سيدة تدير مطعما في الميناء اغتصبها سائق التاكسي وأخذ مالها بعد أخذه لشرفها , وأخبرتموني أن فتاة أخرى اغتصبها سائق تاكسي ورفيقه بعد أن كانت عائدة من المدرسة أيام الإضرابات واضطرت إلى ركوب التاكسي هي ورفيقتها وليتها مافعلت , فلقد دمَر الذئاب حياتها وقضوا على مستقبلها ونجت رفيقتها بعد أن قفزت من السيارة وأصيبت بكسور وجروح .
وأذكركم إن كنتم نسيتم أو تناسيتم , يوم قلتم لي أن فتاة تناوب على اغتصابها (19)مغتصبا قلتم لي يومها أنها فقدت الوعي عند المغتصب السابع لكن الذئاب الجناة هم الذَين اعترفوا على أنفسهم وأكدوا أنهم تسعة عشر وأنهم تناوبوا عليها جميعا , في وضح النهار وفي مكان معروف . الحدائق .(لحرايث) .. أتدرون الآن أين يوجد أولئك الجناة الفشلة ..؟؟ إنهم أحرار الآن إنهم مكرمون مبجلون يسرحون ويمرحون بين ظهرانيكم ,بل إنكم تتوددون لهم الآن وكأن شيئا لم يقع .
أذكركم إن كنتم نسيتم أنكم أخبرتموني , عبر تقاريركم ومواقعكم وجمعياتكم , أن الاغتصاب فيكم استهدف بشكل كبير الفتيات الزَهرات في سن مبكرة (قبل 21سنة), وأخبرتموني أن أماكنه تعددت وأن خرائطه اتسعت , لقد بلغ بمجرميكم الاطمئنان واستسهال العقوبة واحتقارها حتي زاولوه في التاكسي بنسبة 12% وفي الحدائق والبساتين بنسبة 15% وفي الحوانيت بنسبة 17% وعلى شاطئ المحيط الأطلسي بنسبة 12% و17% في أماكن استدرج إليها مجرموكم الضحايا و17%من الحالات اغتصب فيها مجرموكم الضحية في منزلها و10% حدثت في أماكن مختلفة , وكثيرا ما حكيتم عن حالات اغتصاب تحدث فيكم على يد أقارب الضحايا وتنتهي عادة بالتسوية والصلح والتستر والتعتيم , وإذا كنتم نسيتم قصة أسماء(28سنة) فأنا أذكركم بها ويالَ خجلكم إن كنتم نسيتم تلك الفتاة التي اغتصبها أبوها واعتاد ذلك عندما أصيبت أمها بالجنون متذرعا لها بقوله إنه ولي أمرها ومنعها من الزواج ..!!! أوصل بنا الجهل والغباء حد فهم النصوص هكذا ..؟؟
أسماء ليست الوحيدة التي اغتصبها أبوها فالحالة تكررت بعد ذلك مرتين في العاصمة انواكشوط لوحدها , هذا هو المعلن والذي خفا أعظم ,تعلمون أن غالبيتكم تستحي وتتخفى من الناس وتجعل أسرارها مع الله سيئة ,فالمغتصب فيكم يزوج بمن اغتصب لتغطية آثار الجريمة ..!! أو ليس الله بمطلع ..؟؟ ثم إن جرائم ذوي القربى فيكم تنتهي بالتسوية والتعتيم خوف العار والفضيحة .. من البشر طبعا..!! وأنتم تعلمون أن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهندي. , أخيرا ومع إن شهادتي عليكم لا يسعها مقال ولا مقالين ولا يستوفيها كتاب أو كتابين إنما من باب الاكتفاء بالإشارة والأمثلة الدالة , إذا كان هذا هو بعض حالكم المعلن في انواكشوط ,فما بالكم بما يحدث في المدن الداخلية بعيدا عن الأضواء والبحث , حيث تقل الثقافة الاجتماعية وتتحكم الروابط القبلية , وتسود سياسة التعتيم .
أقول لكم إن أنتم أردتم بقاء .. عودوا إلى رشدكم .. ضعوا أيديكم على يد الظالم قبل أن يعمكم الهلاك ويحيط بكم العذاب .. لقد اغتصبتموني جميعا ورميتموني في المحيط ظنا منكم أن البحر من ذنوبي سيغسلكم بغسلي كلا فالبحر سيغرقكم بإغراقي ..

الخميس، 7 أغسطس 2014

التضامن 3 / عثمان جدو

لقد أستبشر الكل خيرا عندما أعلنت الحكومة الحالية عن إنشاء وكالة التضامن , وتفاءل الكل عندما أطل عليهم المدير العام لهذه الوكالة بشعاراته وخطاباته التي صبَت في مجملها إلى نصرة المظلوم وإنصافه وإعطاء المحروم ومواساة المعوز وإغناء الفقير, إذ تعهد السيد المدير بحل مشكل آدوابة
 الضارب في القدم , والمتمثل كما هو معلوم في الفقر والجهل والتخلف والحرمان والتهميش ...إلخ , وتعهد السيد المدير بالقضاء على كل المشاكل التي يعانون منها , وأعلن مدعوما دعما تاما من طرف رئيس الجمهورية أن كل تلك المظاهر سيتم القضاء عليها كليا , وأن الدعم سيأتي سريعا ماديا ومعنويا , وطبعا خصصت الدولة لهذه الوكالة غلافا ماليا فاق المعتبر...!!!
وأعلن المدير العام لهذه الوكالة أنها تتبنى المتضررين من مخلفات الرق فقراء كانوا أو محرومين وكل ضحايا الظلم بأنواعه , وأعلن أن هذه الوكالة مخولة قانونيا لذلك , وأنها تتمتع بكامل الصلاحيات لرفع الدعوى والمتابعة نيابة عن المظلومين والمحرومين , وتعهد أنها "وكالة التضامن" ستقف إلى جانب كل متضرر دون تأخر أو تردد حتى يتم إنصافه , وأعلن أيضا أنها ستعطي بسخاء كل محروم في الماضي حتي يتم الرضا والقبول , وتعهد بالعمل الجاد والبناء مع المنظمات والهيئات الحقوقية ووعدهم بحسن العلاقة وكامل التعاون , طبعا لأن هدفها المعلن" الوكالة" هو نصرة المظلوم والقضاء على الفوارق الاجتماعية التي باتت تأرق الجميع ...
وبدأ السيد المدير جدول العمل في هذه الوكالة "التضامن" برحلات جابت البلاد طولا وعرضا , ووقفت على ميادين التضرر, وطبعا تابع الكل ذلك عبر شاشة التلفاز , وكان في كل مرة يقف فيها المدير العام لهذه الوكالة عند نقطة من النقاط المستهدفة (آدوابة)يتكرر الخطاب ويتجدد نفس الإعلان ويكشف عن نفس الحالات المرضية (الجهل .الفقر.التهميش.الحرمان. التخلف.) وطبعا إذا كشف الداء سهل إيجاد الدواء.
بعد ذلك عاد المدير العام لهذه الوكالة من رحلاته هذه التي وصفها البعض بالكرنفالية , ووصفها البعض الآخر بالرحلات التفقدية و الاطلاعية ...إلخ.
وطبع نجحت حملتها الإعلامية الأولية وبشكل كبير , وجلس الكل ينتظر النتائج الملموسة و المنتظرة عقب هذه الزيارات والإعلانات و الاطلاعات الميدانية , وتحقيق النجاح الفعلي الميداني بعد الإعلامي ....

وبعد الانتظار, انكشف المستور واتضح أن لا جديد يستحق الذكر , فلا المال المخصص لدعم المتضررين انفق عليهم ولا المظلومين انتصر لهم ولا المحرومين قدم لهم ما كانوا ينتظرون لا في شكل مساعدات ولا في شكل تعاونيات أو غيرها , ,إنما بدا جليا أن دور هذه الوكالة أقتصر على تلك الحملة الإعلامية التي أخذت ذلك الزخم الكبير والتوقيت الممنهج, فيما بدا أنه مجرد حملة إعلامية تسبق الحملة الانتخابية بزمن قصير, يتم من خلالها ومن خلال شعاراتها سلب إرادة المواطن المسكين وتقييد حريته في الاختيار بفعل سياسة الإطماع والتجويع والإشباع, والعمل على الأفق الضيق المسمم بالقيود السياسية وتوظيفاتها , دون مراعاة لحقوق ومستقبل الأجيال القادمة, التي تستحق علينا عدم تصدير مشاكلنا إليها وعدم تسميم الروابط الاجتماعية وزرعها كقنابل موقوتة , وإلغاء العبء عليها, بفعل تجذير هذه المشاكل وتفضيل الكسب المادي والارتزاق المشبوه بل المفضوح عليها كأجيال تقع مصالحها ومصالح مستقبلها في اعناقنا...!!!
إن أي تضامن لاينظر إلى مخلفات الرق وكل المشكلات المترتبة على قضايا الإرث الإنساني على أنها مشكل وطني , لايمكن علاجه إلا بالحوار الجاد والصريح والمفتوح أمام الكل , لايمكن أن ينتظر منه النجاح , وتحقيق أهداف التضامن , ثم إن نجاح هذه الأهداف وتحقيق المأمول منها يقتضي الفهم السليم والسريع أن المشكل المطروح والمتمثل في (الفقر والتهميش والحرمان والجهل والتخلف ..إلخ , لايمكن أن يكون حله مقتصرا على حكومة معينة ولوحدها , لأنه وببساطة سيقع في ماوقعت فيه هذه الوكالة من التسييس والارتجالية والرؤية الأحادية والتوقف السريع.
عثمان جدو ـ كاتب وناشط حقوقي .


التضامن 2 / عثمان جدو

يقول صلى الله عليه وسلم : (ما آمن من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به ) وقال أيضا : ( برئت ذمة الله من أهل عرصة بات فيهم جائع )أو كما قال عليه الصلاة والسلام
مما لاشك فيه أن النصوص الإسلامية مليئة بالحض على كفالة الفقراء والمساكين ومشاركتهم آلامهم وتنفيس الكرب عنهم
وبذل العون لهم ماديا ومعنويا , ففي الوقت الذي تفتح فيه فرص العمل أمام الجميع وتزيل العقبات والعراقيل أمام الفقراء ليعملوا, فإنها تفرض على المجتمع المسؤولية الكاملة  عن فقرائه الذين لا يجدون عملا , أو لا تتسع مواردهم للوفاء بحاجاتهم , وذلك من خلال فريضة الزكاة التي تمثل 2,5% من ثروة المجتمع , ينبغي أن ترد على الفقراء والمساكين وغيرهم من مصارف الزكاة , كما تعلن هذه النصوص مسؤولية الدولة عن توفير العمل لمن لا يجد عملا , وهي مسؤولة أيضا عن إيجاد ميادين للعمل وفتح أبوابه أمام  العاطلين ,بل إن الإسلام يجعل للإمام في الحالات التي يختل فيها التوازن
الاجتماعي , وتميل فيها الكفة نحو احتكار المال في أيدي محدودة , يجعل له الحق في إعادة الأمور إلى نصابها , ويتخذ من الإجراءات ما يراه كفيلا بإعادة التوازن إلى المجتمع , ثم يفتح بعد ذلك الطريق أمام التطوع والإحسان ويحض عليه , ومن الوسائل التي أناط الإسلام بالأفراد والتي جعل بعضها إلزاميا وجعل بعضها تطوعيا :
ـ فريضة الزكاة والتي تعتبر من أهم الوسائل وأكثرها حلا للمشاكل الاجتماعية إذا تم تقديمها وصرفها على أوجهها السليمة , والتي تساهم بشكل مباشر في إشاعة التكافل ومحو آثار الأحقاد والبغضاء الناتجة عن انقسام المجتمع إلى مالكين لا يعبؤون بغيرهم ومحرومين لا يعبأ بهم أحد , ومن هذه الوسائل الكفارات إذ أنها تفضي إلى إطعام عدد من المساكين , وبذلك يحصل التكافل الاجتماعي , ومنها أيضا إسعاف المحتاج , حيث يلزم من علم أن جاره جائع ولايجد ما يأكل أن ينقذه من الجوع إذا كان ذلك باستطاعته , والإسلام يعطي الحق لمن أجهده الجوع أن يأخذ ما يدفع عنه الجوع من الآخرين ولو بالقوة إن احتاج الأمر ذلك , كما اوجد الإسلام وسائل طوعية من أمثلتها:
ـ الوقف والعارية والهدية والهبة وهي من الأعمال الفاضلة التي حث عليها الإسلام من أجل إشاعة التكافل , وكان لها طبعا ما أريد بها في المجتمع الإسلامي الأول حيث شاع التكافل الاجتماعي بين الناس وقويت لحمة المجتمع وحمي بذلك من التصدع, و طبعا اختفت هذه المظاهر للأسف الشديد في مجتمعنا اليوم , المجتمع المتصدع المتنافر المتباغض , وأصبح بذلك متهالكا هش البنية ممزق النسيج , فلا الجار يراعي اليوم حرمة الجاروحقوقه ولا القريب يراعي حرمة وحقوق القريب ولا الغني بمراع حق الفقير والمسكين , واقتصر الكل على همه الشخصي ومحيطه الضيق , فليس من المروءة والكرامة أن تلبس الجديد وتبالغ في اختيار فاخر الثياب وجارك وقريبك وأخوك المسلم إلى جانبك عاري الجسد وأبناؤه عراة وليس من الجميل ولا من عمل الناس أن تعدد الأضاحي وترهق جارك بقتار لحم محرم عليه حلال على كلاب المدينة , وليس من التضامن أن تظل تترصد ببنات الجيران وتتبع عثراتهم لتستغلها في نزواتك اللا متناهية والأدهى والأمر أن تغريهم من اجل تحقيق ذلك دون مراعاة لأبسط حقوق المسلم جار كان أوغير ذلك , أي إحساس بالأخوة هذا ؟؟ أي نخوة إسلامية هذه ؟ .. أين روح الإنسانية ؟؟ .. أين التضامن ؟؟ .. أين شعاراته ؟؟ .. أين وكالاته ؟؟..
يتواصل بإذن الله
ـ عثمان جدو
كاتب وناشط حقوقي

الصورة تحكي 2

وقفة لمجموعة من المدرسين داخل وزارة التهذيب؛ تعبر عن استيائها من تأجيل موعد ملتقي التكوين الخاص باللغات إلى وقت لاحق من هذا الشهر .
ومحموعة أخرى تذهب بالموضوع أبعد من ذلك ؛وتبدي قلقها من محاولة إلغاء التكوين أو التصرف في لوائحه .

الأربعاء، 6 أغسطس 2014

لقد مات أبونا قبل هذه المرة (قصة قصيرة)


خرج ذات مساء من قريته الوديعة،باحثا عن بقرة أهله حديثة العهد بالولادة،المتخلفة عن بقية الأبقار، خرج ومهمته التي استنهضه الأهل لأجلها هي العودة بالبقرة {أم اصكيعة}وولدها الصغير، قبل أن يطالهما بطش المفترس الناشط في المنطقة {كرفاف}.
أخذ الفارس محمد بلجام فرسه {لغزالة} المميزة والمعروفة بتناسق الحركات وتناغم العدو،اعتلى صهوتها وانتشى طربا ؛واسترخى لما داعبه النسيم الخريفي؛في أكثر المناطق الموريتانية خصوبة "ولدينج" انطلقت لغزالة وخطاها ترسم الإبداع الحركي على الثرى المبلل ؛ بماضي مطر حديث عهد بالمنطقة؛استمر فارسنا في رحلة بحثه والانتشاء يغمره؛تتالت خطا لغزالة وزادت النشوة في نفس فارس الفرسان وفتى الفتيان،وفي أسرع من انطلاقة الأرنب الذي انطلق من أمامه مذعورا؛قرر فارسنا تغيير مساره من البحث عن البقرة وصغيرها إلى رحلة سياحية مسائية لا يكون لها سابق نظير فقرر التوجه إلى قرية"اندملي" التي تبعد عنه عشر كيلومترات ؛حيث الكثبان الرملية الذهبية تعانق هضبة لعصابة؛ تحديدا"عدلت السماء"وحيث النسيم العليل واللوحة الطبيعية البديعة؛ذات الجداول المنسابة والخضرة الطاغية،انطلق فارسنا إلى وجهته الجديدة؛وكله حماس ونشوة وفخر واعتزاز؛يحدث نفسه تارة؛بالأحاديث التي يتوقع أن تدور بينه وبين مسامريه؛ويفترض ثم يتصور طبيعة الحوار؛ ثم يضحكه ذلك وهو لازال في الخلاء.. وفي لحظة شرود رفع بصره فإذا ببياض .. آه إنها خيام في الطريق .. إنهم أهل الإبل "النجامة" تسارعت إليه هذه العبارات فأسرع في اتجاه الخيام عله يلهو بسمرهم الرائع ويغنيه عن سمره الذي كان ينشده في "اندملي" والذي لم يقطع إليه نصف المسافة بعد..اقترب ناحية الخيام ونفسه تحدثه ؛بلبن الإبل وفتيات يتقن صناعة الشاي ويجدن الحديث السمري ويحفظن رصيدا وافرا من الأشعار الشعبية ؛ التي تجعل الليل في أبهي حلة...اقترب ثم اقترب ووصل ثم ألقى السلام وبعد رد السلام نزل من فوق فرسه وتقدم فإذا بجماعة من النسوة يغمرنه بالترحيب ...جلس وأرخى عضلاته واستلقى جيدا بعدما رمى ببصره في كل الاتجاهات ولم يشاهد مع النسوة رجل ... جلس وهو يردد في نفسه ؛إذن هم يبحثون عن أنيس يطرد عنهم وحشة الليل في هذا المكان الجميل الهادئ ؛ القليل النزلاء ، انطلقت رحلة الشاي بعد ما أطلق صاحبنا العنان لنفسه في شرب لبن الإبل ؛ الذي قدم له في قدح خشبي "كدحة من يطة" توالت الكؤوس مسرعة على غير رغبة صاحبنا ؛ الذي لا يريد للشاي أن ينتهي ولا يريد لليل أن ينجلي ؛ ولا يريد لهذه الوجوه المشرقة من أمامه أن تختفي ؛ أراد فارسنا أن يبدي رأيه حول طبيعة السهرة المفترضة واقترح مواصلة الشاي ؛ وتلمس منهن بعض الأشعار أو ما يدفع إلى قول ذلك؛ وبدأ طرق الباب بوصفه شاعر وأديب {أمغن ؤ جابرموجب}.. لكن الذي لم يكن في حسبان صاحبنا؛ والذي لم يكن يتمناه في هذه الليلة بالذات حصل عندما عاجلته النسوة بصوت شبه موحد؛ عندنا ميت "جنازة بونا " في تلك الخيمة التي تقابلنا ونريدك أن تبيت معه حتى الصباح علنا نجد جماعة من المسلمين ؛ لتغسيله وتكفينه ودفنه..
اندهش صاحبنا وتقلبت ملامحه وتصبب عرقه رغم لطافة الجو وطيب النسيم .. وبعد مطاردة ذهنية للأفكار قرر الفارس أن يبيت مع الميت إذ لابد له عن ذلك ؛ فهؤلاء نسوة وهو الرجل الوحيد بينهم هذه اللحظة ؛ إذن تعينت المسؤولية .. ذهب الرجل إلى الخيمة المذكورة وألقى نظرة على الأب الميت ؛ عن بعد طبعا ؛ ثم آوى إلى فراش غير بعيد عنه ؛ وضع بجانبه علبة السجائر{كونكرس} التي لا تفارقه ؛ ولأنه مدمن عليها لم يثنيه المشهد عن إشعال عود منها، ثم عمد إلى تشغيل جهاز الراديو الصغير؛ الذي يحمله معه أينما حل وارتحل ؛ ولأن الوقت من الليل قد تأخر تذكر بيت الصداقة وضبط المذياع على إذاعة البحر الأبيض المتوسط{ مي.دي.1 } وقرر متابعته المألوفة لهذا البرنامج ؛لكن بتأدب مع الميت الذي بجنبه ؛ حيث خفض الصوت جدا جدا ، بقي فارسنا يتابع برنامجه لكن بذوق مختلف عن سابق الليالي؛ حيث النوم قرب ميت لا يعرفه في مكان كان يبحث فيه عن النشوة والطرب وأنس السمر... تقدم الليل وازداد سكونه وانقطعت الأصوات عن صاحبنا إلا صوت مذياعه الذي لا يكاد يسمعه وبعد برهة نام صاحبنا قرير العين ولم يوقظه إلا العجوز "الميت" ينادي بصوت مبحوح {أندور نشرب} ،وبعد أن فشل في تجاهل الصوت ؛ارتفع صاحبنا الفارس عن الفراش في أشد أنواع الاستيقاظ إزعاجا ؛ وأكثرها استجابة وتفاعلا وطردا للنوم، أسرع الفارس نحو خيمة الفتيات تاركا العجوز المعاق يزحف خلفه ؛ وهو طبعا لا يريد أن يلتفت إليه ؛ وصل الخيمة فإذا بالفتيات مستيقظات لم يتسلل النوم إلى أعينهن حتى اللحظة أخبرهم الخبر ؛ بسرعة البرق وتلعثم المذعور.. اندهشت الفتيات وأجبنه بفم واحد سبق وأن حدث له هذا لقد مات من قبل {كط خلكت لو داس ؤ شكينا انو مات واعكب كام} .. وقفت الفتيات إلى أبيهن فرحا بعودته ؛ يحملن إليه الشراب .. أما فارسنا فقد أطلق العنان للسانه بعد جواب الفتيات له ؛ سبا وشتما {يحرك كلكم بيو ؤ بي ذاك ماتعودوا كلتولي عن بوكم ذا كيفو} ، أخذ لجام فرسه دون أن يودعهم وظل يسير أمامها دون ركوب في ذلك الوقت المتأخر من الليل وفي ذلك المكان الموحش ؛ دون أن يشعر أنه ترك مذياعه ؛ الذي لا يفارقه أصلا رفقة سجائره التي توهمه بالراحة والطرب وتبعد عنه الهموم وتطرد عنه الغضب والانفعال كما يتصور..قطع المسافة ووصل إلى حيث منطلقه وحيث قريته الوديعة {لعوينات} ذات الواحات الصغيرة الجميلة ؛ التي تميزها عن غيرها ، وصل إلى بيت أهله دون أن يشعر أو ينتبه إلا بعد أن استيقظ في الصباح  ؛ حيث أدرك أنه قطع كل تلك المسافة عائدا دون حذاء حيث تركه مع السجائر والمذياع في مكان الوقيعة عندما اختلطت عليه المشاعر واضطرب الشعور..

عثمان جدو / كاتب وناشط حقوقي . 

الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

التضامن (1) / عثمان جدو

التضامن :هوالإندماج في مجتمع ما أو بين مجموعة من الأشخاص وجيرانهم ونوع ذلك الإندماج ودرجته ـ ابن خلدون ـ يشير ابن خلدون إلى الروابط في المجتمع التي تتصل بين شخص وآخر , ويصنف التضامن أحيانا كنوع من الإشتراكية السياسية التي تقوم على أساسيات تختلف من مجتمع لآخر , حيث يقوم في المجتمعات البسيطة على أساس القرابة والقيم المشتركة , أما في المجتمعات الكبيرة والمعقدة نسبيا فتتعدد النظريات حول ما يُفعل التضامن الإجتماعي .
أما بالنسبة ل :إميل دوركايم ـ فأنواع التضامن الإجتماعي ترتبط بأنواع المجتمع , ويوجد نوعين من أنواع التضامن ـ أولهما ميكانيكي يأتي تماسكه واندماجه من تجانس الأفراد عن طريق العمل المتماثل والتدريب التعليمي والديني وأسلوب الحياة ويوجد عادة في المجتمعات التقليدية . أما النوع الآخر فهو عضوي يأتي من الإستقلال الناتج عن تخصصات العمل وتكاملهاوهو مايحدث في المجتمعات الحديثة والصناعية .
بيد أن الإسلام قد أقام منذ القدم أزدواجية بين الفرد والجماعة فأوجب على كل منهما التزامات معينة تجاه الآخر , إذ تمتزج في الإسلام المصلحة الفردية والمصلحة العامة , بحيث يكون تحقيق المصلحة العامة متضمنا لمصلحة الفرد , فالفرد في المجتمع مسؤول تضامنيا عن حفظ النظام العام , ومطالب بالسهر على مصالح البلد والإسهام الجاد في ذلك , وهو مسؤول أيضا عن كل تصرف يمكن أن يسيئ إلى المجتمع أو يعطل بعض مصالحه مهما كانت الدواعي والأسباب ,ولقد مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك تمثيلا رائعا , حيث قال : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) صحيح مسلم .
وترتسم أسمى معاني التكافل الإجتماعي من خلال الآية الكريمة {يآيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير }. فهذه الآية تعلن مبادئ تكافل اجتماعي دولي بموجبه تنتظم كافة المجتمعات الإنسانية في رباط عالمي من أجل تحقيق الهدف السامي والنهائي الذي ينحصر في إقامة مصالح العالم ودفع المفاسد عنه بشكل عام , وتبادل المنافع بين بني البشر سواء كانت مادية أو معنوية , وطبعا هذا لايقتصر على الجيل القائم فقط وإنما يتعدى ذلك إلى نظرة شاملة تضع في الإعتبار مصالح أجيال المستقبل , وهذا ماتختفي ملامحه في مجتمعنا اليوم وفي أفراده , حيث يكثر اليوم السعي وراء الكسب المادي بغض النظر عن سلامة الطرق المتحصل عليه بها , وفي تجاهل واضح لغبن الآخرين أو الإهتمام بمصالحهم كأفراد في نفس المجتمع , وطبعا يستباح المال العام دون الإكتراث بما ينجم عن ذلك من هدر للطاقات وتبديد للمقدرات, مما ولد نفور شديد بين أفراد المجتمع وجماعاته وأحزابـــــــــــــــه وزرع الضغينة بينهم , ومالإنسداد السياسي الحاصل في هذه الأيام إلى وجه من أوجه تفسير ذلك , طبعا هذا إلى جانب بروز جماعات وحركات تطالب هي الأخرى بحقوق الأفرد والجماعات المغبونة والمهمشة و المستغلة ....
اختلفت الشعارات وتعددت الطرق وتنوعت الأساليب والهدف واحد , جلي وصارخ مضمونه الحصول على مصلحة ضيقة على حساب المصلحة العامة , والمطالبة بمايحلو للفرد كي يحصل على مبتغاه .. وإن اقتضى ذلك تفرقة شعوب وفصل أقاليم وتمزيق وحدة ترابية .... يتواصل بإن الله
 

الاثنين، 4 أغسطس 2014

بهذه الأسباب .. الدولة ترعى وتنمي الشياطين / عثمان جدو


لقد عمدت الدولة منذ عقود على إنماء ورعاية الشياطين الماردين ؛ بطرق مباشرة وأخرى غير مباشرة ؛ فأطلقت العنان لمشوهي الفكر بحجة حرية التعبير ؛ مما سمح بالتطاول على المقدسات ؛ دون كبير تأسف أو إنزال عقوبات , وأهملت ما من شأنه التعريف بقيمة الدين وحجم حرمته ؛
وزرع حبه في نفوس البنين والبنات ,وبدأت ذلك بإهمال مادة التربية الإسلامية؛ والتي تعتبر القناة الأولى والأهم لتوصيل مضامين الشريعة الإسلامية إلى الأطفال في سن التبلور المعرفي والتشكل النفسي ,فهي أداة لتهذيب النفوس ووسيلة لغرس القيم والمثل الحميدة فيها,وطبعا بالاهتمام بها و تركيز العناية يحصل التحصين الفكري ؛ ويتحصل على جيل له صمام أمان ضد الأفكار المتطرفة الطائشة ؛ ويكون له رصيد معرفي إيماني امتثالي ؛ يعد وازعا كابحا للمشاعر والتصرفات الخاطئة ؛ويكون في نفس الوقت محورا لارتداد الأفعال على كل ما من شأنه المساس بالثوابت والمرتكزات الدينية .
وكما قامت الدولة أيضا بمحو باب الجهاد من المناهج التربوية ؛ والذي كان إلغاؤه تبعا للضغط الأجنبي ورضوخا لسياسة المستعر؛ التي ينتهج دوما في سبيل طمس الهويات الحضارية للمستعمرات السابقة مقابل خفض أو عفو الديون ..!! ’ مما كان له الانعكاس السلبي , حيث فقد الشباب حماسه في نصرة الدين ؛ وتلاشت في مخيلته مسؤولية الذود عنه وغاب استشعار ذلك في المستقبل , وسمح هذا المشهد بنمو شباب طائش العقل تائه الفكر وجد في نفسه نقصا أو فراغا عقائديا سرعان ما ملأه بالتشكيك والتطاول على المقدسات والرموز الدينية والاجتماعية .
ثم إن الدولة غضت الطرف عن المنظمات والهيئات التبشيرية ؛ تحت غطاء العمل الخيري ؛ مما كان له الإسهام الكبير في تنامي وانتشار الأفكار الإلحادية وبروز ظاهرة التبرؤ من الدين والتفاخر بالمروق منه ؛ في تجلي واضح لخطورة هذه المنظمات التي ينبغي إيقاف نشاطها فورا أو متابعته متابعة دقيقة .
كما سمحت الدولة بوجود فضاءات  تنمي ظاهرة الإلحاد وتغذي الأفكار الخبيثة كالمقاهي التي ظهرت في الفترة الأخيرة ؛ والتي تعد مسرحا لنقاش وإثارة وبث الأفكار اليسارية الإلحادية , ولعل أبرز هذه المقاهي وأذيعها صيتا "المقهى التونسي" الذي مافتئ يفرز شياطين الفكر يوميا .. فظهر المتبرئون من الدين المتفاخرون بعدم انتمائهم لأي دين , وتفاخر البعض بالإلحاد والحيد عن طريق الأجداد ..وتوجوا إلحادهم بالتطاول على جناب المصطفى المجتبى ؛الذي لن ينالوا من التطاول عليه إلا الذل والخزي والعار , فلقد كفاه الله المستهزئين ؛ وشهد له بحسن الخلق وتمامه ؛ وشهد له أعداؤه قبل أصحابه ؛ بأنه الصادق المصدوق ؛ وأنه الرحمة المهداة ؛ مخلص البشرية من أدران الجاهلية وأوضارها ؛ زارع الأخلاق الحميدة ومتمم مكارمها ؛ المساوي بين البشر ؛ ناشر العدالة حميد المقالة الهادي من الضلالة .
وفي الأخير على الدولة أن تراجع ضارب مادة التربية الإسلامية بل يجب عليها أن تجعله مساو لضارب المواد الأساسية ؛ في كل الشعب كي تلهم التلاميذ التركيز عليها وبالتالي حصول ثقافة إسلامية نحن في أمس الحاجة إليها , وعليها أن تسخر طاقاتها المختلفة بدءا بتجنيد العلماء والتركيز على الشباب العارف منهم بأحوال الناس الملامس لفكرهم ؛ كي يبينوا الطريق واضحا ؛ ويتداركوا هذا الشباب الذي بدا انجرافه واضحا جليا بفعل توفر وسائل ذلك على شبكات التواصل ؛ التي يغيب عنها وعليها أثر علمائنا..!!

السبت، 2 أغسطس 2014

أطفالنا فلذات أكبادنا (3) / عثمان جدو

مواصلة لما سبق في الحلقتين الماضيتين بخصوص الأطفال وما يحيط بهم ,نركز الحديث اليوم على اختفاء ظاهرة صحية وإيجابية ,كانت توجد في هذا المجتمع واختفت فجأة وبشكل تام  ألا وهي ظاهرة الرجل المهاب الذي يحس بالمسؤولية تجاه أبنائه وأبناء جيرانه وحيه  فيكون بذلك مهابا عند الجميع  يأتمرون بأوامره وينزجرون  بزواجره  . طبعا هذا لا يأتي بمحض الصدف ولا بالتمني وإنما هو وليد لجهد كبير وإحساس بالمسؤولية من لدن الفرد تجاه الآخرين .
ومن أدرك منا ذاك الزمن الجميل , الذي امتد إلى عهد قريب لم يخلو فيه حي من أحياء العاصمة بل الوطن أجمع من شخص إن لم يكونوا أشخاصا مهابين يُكن لهم الجميع الاحترام التام , فيتخفي  المراهق بدخانه إذا كان مدخنا والعابث بالألفاظ الخبيثة بألفاظه لمجرد أن يمر ذاك الشخص أو تشتم له  رائحة لا يتخلف الأطفال عن موعد الدرس خوف زجره أو ضربه لا يُظهر المراهقون الطائشون طيشهم وانحرافهم خوفا من سلطته التي اكتسبها في النفوس حتى الضحك المشروع أحيانا قد يتحفظون من إعلاء أصواتهم به خوفا من ذاك المهاب واحتسابا لما يصدر عنه من العتاب .
فهو بالفعل رقيب على أفراد المجتمع في محيطه ولأنه تحلي بالأخلاق الفاضلة واستشعر المسؤولية  فتراه ينفق على أطفال الحي وعلى جيرانه إذا اقتضى الأمر ذلك ويزورهم إذا كان منهم المريض ,فهو بالفعل حاضر في وجدانهم بطباعه الكريمة وصفاته النبيلة وإسهاماته الغير ممنونة .
ومن هنا جاء احترامهم له وتقديسهم إياه وقد يحظى منهم باحترام لم يحظ به آباءهم ومربيهم في أماكن التربية(المحاظر والمدارس ).
وللأسف الشديد لا يخفى على أحد اليوم تلاشي هذه الظاهرة بل اختفاءها تماما  والسبب طبعا هو انعدام الأسباب التي جعلت الظاهرة قائمة أصلا  إذ فقد الكل إحساسه بالمسؤولية الاجتماعية فعاد النظر من مطلقه إلى الأمام وثبت بين قدميه وكثر السعي وراء اكتساب المال مهما كانت الأوجه وتم الابتعاد عن موروث الأجداد (الموروث الأخلاقي) فأسلاف هذا المجتمع لم يعرفوا بالثراء الفاحش ولم يورثوا ذلك إنما ورثوا العلم والأخلاق ومن تخلى عن هذا الموروث فقد عزف عن تركته .
والأسباب التي أدت إلى غياب الشخصية المهابة متعددة ومختلفة لكنها معروفة ومكشوفة ويمكن إدراكها وتصحيحها .
فالعار كل العار أن تكون رجلا يفترض أن تكون مهابا فإذا بأطفال حيك وأطفال الجيران عموما لا ينزجرون بزجرك ولايتعظون بوعظك ولايكترثون لكلامك ولا لتوجيهاتك وعند مرورك عليهم لا يفسد ذلك جلستهم المخلة بالأخلاق سواء كانت لشرب الدخان أو الحشيش الذي صار خطرا يهدد أطفال المدارس نظامية كانت أم حرة مع تنامي هذه الظاهرة بين الفتيات المدخنات أساسا  وخصوصا عند بوابات المدارس الحرة والمقاهي المجاورة والأزقة المحاذية ومن المعلوم أن عدم اهتمام هؤلاء الأطفال والمراهقين لك أو عدم إفسادك لجلستهم المخلة بالأخلاق هذه مهانة لك قبلهم ولأن الأشياء لا تأتي من تلقاء نفسها .
أخيرا علينا أن نراجع أنفسنا ,أخلاقنا ,اهتماماتنا ونبحث عن ذواتنا ونفرض شخصيتنا الايجابية في المجتمع أو لنرحل فعديم التأثير لايبقى.
 

أطفالنا فلذات أكبادنا (2) / عثمان جدو


مواصلة لما تمت إثارته في الحلقة الماضية عن الطفل , وعن تربيته ودور الآباء في ذلك ,والأهمية التي يكتسيها حضورهم الفعلي والرقابي في فضاء الطفل , الفضاء الحساس السريع التأثر والالتقاط لما يدور من حوله سواء في البيت أو المدرسة أو الشارع أوالحي , ينبغي أن نتطرق لنقاط مهمة لها تأثيرها البالغ في حياة الطفل المستقبلية ,
ومن المعلوم أننا نلاحظ أحيانا في بعض البيوت وللأسف الشديد الوتيرة المتزايدة للعنف ضد الأطفال ودون ما مبرر كاف لذلك ,ضربا كان أو زجرا مبالغا فيه أو عرضا لسلوك مشين أمام الطفل .
وانطلاقا من أن البيت هو المدرسة الأولى والأهم للطفل إذ يتعلم فيه جميع الأساسيات التي ستشكل عامل ارتكاز في حياته ,فهي إما أن تكون محصنة له من المشاهد التي سيراها في الشارع ,بفعل قوتها ونموذجيتها , أو تكون أداة للتفاعل مع تلك العادات والمسلكيات الفاسدة التي ستعرض أمامه .
وطبعا تتنامى المشكلات وتتعقد بتراجع أوغياب الدور الرقابي للآباء في البيت لأسباب علَ من أبرزها ,اكتساب أنواع الخطط الإجرامية المعروضة عبر شاشة التلفاز الذي يصدح في البيت ليل نهار دون رقيب يوجهه توجيها سليما يخدم التربية السليمة ,
ومن المعروف أن أغلبية الأسر اليوم تركز في مشاهدتها للتلفاز على الدراما المفعمة بالانحلال وشتى أنواع الفضائح .
قد تكون النية حسنة من القصة أو السيناريو ومن المتابعة أيضا ,لكن المشكلة تكمن في أن هذه المسلسلات تعكس واقع مريرا في مجتمع معين لم يعاني منها مجتمعنا سلفا وبالتالي عرضها علينا فيه نوع من الترويج لها , وللعادات السلبية الموجودة فيها .
قد نتفق على أن هذه المسلسلات والبرامج يحاول أصحابها من خلالها إبراز محور الشر في قضية ما للتحذير منها ,لكن بعض المتتبعين لها منا والغير محصنين فكريا قد يكتفون بتخزين مشهد معين يجسد جريمة معينة ,أو مشهد لانحلال خلقي ويكون طبعا المكتسب سلبي بامتياز,وهنا تكمن المشكلة التي تعمق الانحراف في مجتمعنا ,مما زاد من ظهور مظاهر غير مألوفة أصلا في هذا المجتمع كضرب الأولاد للوالدين وقتل الأبناء  وقتل الرفقاء ,وكثر هذا النوع الأخير للأسف في صفوف الأطفال وخاصة في المكان الذي يفترض به الأمان (المدارس) ,وكثر الاختطاف والاغتصاب ويمكن أن تكون المتاجرة بالأعضاء البشرية قد دخلت على الخط كما تشير إلى ذلك بعض الحالات الإجرامية التي وقعت في الأيام القليلة الماضية . وما تدهور الحالة الأمنية للعاصمة انواكشوط  والمناطق الأخرى من الوطن إلا دليل يترجم حقيقة مانقول .
ومن هنا يجب على السلطات العليا للبلد أخذ الوضع الأمني بمحمل الجد , وعليها أن تزيد من الضغوط على المسئولين عنه كي يتم القضاء أو التخفيف من تنامي ظاهرة القتل اليومي والتي صارت تحدث لأتفه الأسباب (القتل بهدف الحصول على مبلغ زهيد,أو جهاز تلفون أو للحصول على ثوب,أو إشباعا لغريزة محرمة تكون الضحية فيها رخيصة جدا عند الجاني ولقد حدث وأن وقعت جرائم قتل هواية فقط...........إلخ).
وعلى الدولة أن تعي أن الأمن هو المطلب الأسمى للشعوب وإذا عجز المكلفون به عن توفيره لزم استبدالهم بآخرين المهم النتيجة وتحقيق الأهداف المرسومة وإن اقتضي ذلك تكليف الجيش به حتى يستتب ويعم السلام , إن لم يكن الجيش هو الآخر عاجز عن توفير ذلك.
ملاحظة أخيرة : { في بلادنا تتطور الجريمة و تتنامى  يوميا وتبقى وسائل وطرق مكافحتها ثابتة وقديمة عكس ما يحدث في العالم إذ تتطور الجريمة وتتطور أيضا وسائل وطرق مكافحتها }...........
يتواصل بحول الله وقوته

أطفالنا فلذات أكبادنا (1) / عثمان بن جدو



نظرا لأهمية الطفل في المجتمع سنحاول قدر الجهد والإمكان تشخيص واقعه وإبراز بعض المشكلات التي يعاني منها محاولين معالجة ذلك من خلال تقديم بعض الحلول والاقتراحات الناجعة لذلك في حلقات متتالية بإذن الله.
يعتبر الطفل العنصر الأهم في المجتمع لكونه المحور الأساسي لمستقبل أي أمة قائمة ,فهو الذخيرة المدخرة للأيام القادمة ,وهو الاحتياط  الأساسي  و الحقيقي  لها ,وهو باختصار جوهر  المقدرات .

ولمَا كان الطفل هو العنصر الأهم والجوهر الأساسي لكل مجتمع صار لزاما علينا أن نهتم بما يجعله المحور الإيجابي والمؤثر في المجتمع المستقبلي  ولن يكون ذلك إلا ببذل الجهد الأكبر وتركيز العناية ومراقبة السلوك ,وتصحيح المسلكيات لدى هذا الطفل بالطرق السليمة التي تدعم ذلك .
ولن يتأتى لنا ما نريد إلا بالأخذ بمبادئ التربية وفنونها ومسلكياتها السليمة والاستفادة من مسلماتها , سواء كان ذلك بالاكتساب الفطري لها أو بفعل إملاء المحيط السليم والمجتمع الناضج ,أو بالدراية والدرس والكشف والتحليل والبحث والتدقيق .

فالتربية هي الوسيلة الأساسية لإصلاح  البشرية والنهوض بالأفراد والرقي بالأمم ,وهي الوسيلة الضرورية لتكوين الفرد من أجل ذاته ,وتكوينه تكوينا اجتماعيا ,وهي التي تجعل الفرد أداة سعادة لنفسه ولغيره.

ولقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم : (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه..............)الحديث.
والطفل يولد كالصفحة البيضاء تخط فيه الطبيعة ما تشاء (كما يقول بعض الفلاسفة).

ولقد ثبت تجريبيا أن الطفل يتأثر بأبويه شديد التأثر , ويرى فيهم المثل الأعلى , ويلتقط عنهم كل التصرفات ويقلدهم في كل ما يصدر عنهم .
ومن هذا المنطلق تتضح أهمية الرقابة الأبوية لسلوك الآباء أولا ثم الأبناء ثانيا ,فهذه الرقابة بطبيعة الحال تسهم إسهاما كبيرا في تكوين الطفل تكوينا سليما وتجعله العنصر المراهن عليه في المستقبل  والذي يمكن أن يحمل اللواء التنموي ويدفع بعجلته إلى الأمام ,ويصون ما تم اكتسابه بتسيير عادل وناضج يدعم الديمومة والاستمرار والتعايش والاستقرار.........يتواصل بإذن الله.
 

الصورة تحكي


الوجبة المشتركة {الفطور.الغداء} بالنسبة للمشاركين في الملتقى التكويني للغات (الفرنسية ) من المدرسين

صورة من إحدى مدارس الداخل

مجموعة من التلاميذ تستعد للمشاركة في حفل تخليد عيد الاستقلال الوطني المجيد

الجمعة، 1 أغسطس 2014

مشكلات في عمق التعليم لم تعرض أمام الرئيس (3) / عثمان جدو


مواصلة لما تم عرضه من قضايا ومشكلات التعليم في الجزأين السابقين (1-2) نواصل مع بعض المشكلات ،من باب ضرب الأمثلة  إشارة وتنويها سبيلا إلى كشفها بوصفها عقبات تعيق حركة القطاع وتمنع تقدمه وتحرمه من الايجابية في التأثيرومن هذه المشكلات أيضا:
11-  إهمال كوادر القطاع وإقصاؤهم من تسييره بشكل مؤثر، وذلك بإبعادهم عن المناصب السيادية في القطاع واستجلاب أشخاص من خارجه لا علم لهم بما يدور في أروقة الوزارة ، ولا يدركون كنه الأشخاص العاملين بها ،والتي تعتبر معرفة خلفيات تصرفاتهم في القطاع من عدمها هي محور النجاح أو الفشل بالنسبة لهذا الوزير أو ذاك وكذا الحال بالنسبة للأمناء العاميين .
12- ثم إن تغلغل المنظمات التنصيرية وعدم رقابتها أو تطويق تحركاتها المشوبة ، ساهم في تردي الأخلاق وانتشار ثقافة التفسخ وهجر الدين ومعاداة العلوم ، بحثا عن الحريات المزعومة في صورها المقيتة ، والشذوذ المنشود في أثوابه الخبيثة .
13- الاعتماد في المعلومات الموجه للبرمجة والتخطيط على معلومات مقدمة من طرف بعثات صورية ،  لا تضيف جديدا ولا تكشف خفايا !! فهي باختصار شديد لا تباشر أعداد التلاميذ ولا المعدات ولا حتى اللوازم الأخرى ، إذا هي فقط بعثات صورية لهدر الأموال وتبرير الاحتواء على الميزانيات.
14- تعطيل العمل بنظام الأسلاك ، والذي سبق وأن استوفى كل الإجراءات القانونية المطلوبة ، فلماذا لا يتم تفعيله إن لم يكن شعار مرحلة وتجاوزت ؟ . 15- الغياب التام لمبدأ المكافأة والعقوبة ، فأن تخدم في قطاع التعليم ثلاثين سنة أو أكثر في تفاني وإخلاص ، مع عدم التغيب ،ومع خلو سجلك العملي من أي إجراء تأديبي أو أية عقوبة قانونية كالتعليق والخصم والتوبيخ ، كل هذه النصاعة في تاريخ العمل لا تقابل بالتكريم ولا الإشادة أو التوشيح !! .16- انتشار ظاهرة آدوابة ولكَصور التي لا تسمح بالتعليم الجيد الذي يتماشى مع متطلبات الرقي بالمنظومة ومن ورائها الدولة ، فظاهرة آدوابة لها طابعها الخاص في إنشاء محيط صعب ، تستحيل معه الدراسة الناجحة ، بفعل إملاءاته المعقدة ، وتسرب التلاميذ وانشغالهم بالعمل في الحقول أو خلف الماشية ، ثم إن عدم توفر المعدات واللوازم التي يجب اصطحابها من طرف كل تلميذ بفعل ضيق الحال وتفشي الفقر والحاجة  ، وتركيز كل الجهود رغم هشاشتها للبحث عن لقمة العيش ، كل هذه الظروف القاهرة والأوضاع الصعبة السائدة في محيط آدوابة تجعل من عملية التعليم  فيها عملية صعبة جدا وأكثر من معقدة ، وتستدعي التدخل العاجل من طرف الدولة لإيجاد الحل المناسب ، والذي لن يكون إلا بإدماج آدوابة ولكَصور في قرى كبيرة ، ولن يكون ذلك بالخطابات السياسية فقط والتي تنص دائما على أن يتجمع الناس بإرادتهم أو بمجهودهم الخاص  في مكان محدد ثم تتدخل الدولة على غرار – ترمسة و انبيكت لحواش – لا هذا ليس هو الحل الذي سيساعد في فك عقدة آدوابة ولكَصور، الحل يكمن في أخذ المبادرة من الدولة بتجميع هؤلاء في المكان الأفضل والأنسب للحياة التقدمية ومباشرة المشاريع الإنمائية بدءا ببناء مدارس مكتملة تتوفر على سكن للطاقم ، ثم بناء ما يتطلبه التجمع من أسواق ومساجد ومستشفيات ونقاط مياه وتمثيل أمني، ثم فرض هيبة الدولة من خلال فرض سلطاتها على السكان من أجل التقيد بالسكن في هذا الموقع الجديد والمؤهل لذلك وإخلاء الباقي .... وفي الختام أرجو أن  أكون قد وفقت في طرح بعض مشكلات التعليم الكثيرة والكثيرة جدا.

تجهيزات نموذجية


مشكلات في عمق التعليم لم تعرض أمام الرئيس(2) عثمان جدو


مواصلة للنقاط والمشكلات التي تم عرضها في الجزء الأول ، تحت هذا العنوان  ، والتي كنا ننتظر عرضها من طرف الشباب أمام الرئيس ونقاشها مع مجمل ما تم عرضه و نقاشه ، الشيء الذي لم يحدث للأسف الشديد! ! نواصل مع المشكلات التالية :
6- فوضوية التحويلات ، وعدم إخضاعها للمعايير القانونية ، بل اعتماد الرشوة و المحسوبية كعامل أساسي فيها ،وانتشار ما يعرف بالمذكرات الفردية طيلة السنة الدراسية .
7- التغطية على الأشخاص المختفين من القطاع سواء لغرض الذهاب إلى الخارج ومزاولة التجارة بالنسبة للنساء! ،أو للعمل في غسل الصحون في المطاعم الأوروبية أو لقطف ثمار الطماطم في بساتينها !...  إلخ ، وكثيرا ما يختفي آخرون ويستبدلون شرف المهنة بالتسكع في الشوارع ، أو بالمداومة في الحوانيت النسائية الليلية ! ، أو لسد الممرات الداخلية  للإدارات والوزارات ، بحجة الإعارة لهذا المرفق أو ذاك ، في الوقت الذي يلجأ فيه القطاع لاكتتاب العقدويين في ظروف تنعدم فيها المصداقية والشفافية ،من أجل سد النقص الحاصل بفعل تسرب هؤلاء من القطاع والغريب في الأمر أن رواتب هؤلاء تظل بطبيعتها وبوصفهم منتمين للقطاع بل عادة ما تطرأ عليها تحسينات وعطاءات جديدة . 8- عدم وجود التأطير الكافي للمدرسين في الفصول ، فالتقليص الشديد للميزانيات والإحجام عن إصلاح السيارات المتعطلة ، ساهم مع عوامل أخرى في اختزال عملية التأطير المحورية ، في جلسة تأطيرية واحدة وقصيرة جدا ، نهاية السنة الدراسية !!
إن عملية التأطير ونظرا لأهميتها في تحسين الأداء ، تستدعي اعتمادها بشكل شهري أو فصلي على الأقل ، كي تكون مبنية على معالجة الأغلاط وتقويم الاختلالات بصفة تسمح بمتابعة ذلك ومراقبته مراقبة دقيقة وفعالة .
9- إهمال مادة التربية الإسلامية : بالرغم من طرق هذه النقطة بطريقة أو بأخرى،إلا أنها تفرض نفسها بإلحاح وتستدعي التكرار الدائم للطلب ، حتى يتم اعتمادها مادة أساسية ، فالتربية الإسلامية هي القناة الأولى والأهم ،لتوصيل مضامين الشريعة الإسلامية  إلى الناشئة ، في سن االتبلور المعرفي  والتشكل النفسي وهي صمام الأمان ضد موجات الإلحاد المتلاطمة.
10- الإصلاحات الإفسادية المتذبذبة : والتي تشل حركة القطاع وتكبل عماله وتعيده تارة إلى الوراء ، وبين هذا وذاك يضيع الجهد ومقدرات الدولة ، ومن الأمثلة الحية على سلبية هذه الإصلاحات الارتجالية المتكررة ، وجود قرابة-600- أستاذ للمواد العلمية تكوينهم باللغة العربية ، خارج دائرة الإنتاج والعطاء التربوي للقطاع ،بسبب دعوى  الإصلاح وما يصاحبها من تخبط ... المشكلة ليست في اللغة العربية وإنما في تسييس الإصلاحات وتقييدها بالأمزجة ،اللغة العربية هي مصدر الإبداع وهي مجاله بالنسبة لنا بوصفها اللغة الأم ، ولم تقف اللغة الأم عائقا في وجه الإبداع مهما كانت معقدة ومعزولة ولنا في الصين وروسيا وإيران أمثلة حية وشواهد قائمة .... يتواصل بإذن الله

مشكلات في عمق التعليم لم تعرض أمام الرئيس1/ عثمان جدو


يعتبر نجاح قطاع التعليم هو الضامن الأساسي لنجاح كل القطاعات الأخرى ،  فبه يستفاد من الماضي و يستقيم الحاضر ويزدهر المستقبل ،ولا يمكن تصور أي نجاح كان إلا بنجاح التعليم شكلا ومضمونا وتسخير كل الآليات الضامنة لذلك ..
ومن المعروف أن منظومتنا التربوية تعاني من مشكلات عميقة وقديمة ، تعيق حركة القطاع نحو التقدم وتحجب عنه النجاح ، لكنها مشكلات في مجملها قابلة للحل ، شريطة توفر الإرادة الصادقة والقصد النبيل ، وكان من المفترض بل من الواجب الذي يمليه الضمير ويستدعيه الانتماء الصادق لهذا البلد وما يقتضيه ذلك من البحث عن وسائل تفضي إلى تقدم القطاع ونجاحه وتجاوزه لكل الصعاب ، أن تطرح هذه المشكلات أمام رئيس الشباب !! الباحث عن أفكار شبابية تقدمية ترسخ القطيعة مع الأساليب الماضية ذات الطابع التعتيمي التسييسي المحاباتي ، والذي ينبئ بعدم الاكتراث بمصلحة الأمة ، بل تذويبها في سبيل إرضاء الرؤساء والمطبلين لهم ،سواء كان ذلك بوجه حق أو عكس ذلك ، وسأحاول قدر الإمكان عرض بعض هذه المشكلات في جزأين أو ثلاثة وأول هذه المشكلات :
1- ضعف القدرة الشرائية للمدرس : رغم زيادة الرواتب وتعميم علاوة النقل والسكن لازال المدرس عاجزا تمام العجز عن مواكبة الارتفاع الصاروخي للأسعار مما جعله يلجأ عادة إلى أعمال إضافية من أجل إكمال تلك النواقص وغالبا ما لا تتقاطع هذه الأعمال التي يفرضها هذا الواقع المرير مع مهنة التدريس كسياقة سيارة الأجرة وبيع الرصيد والحلاقة ...إلخ ، هذه حرف نبيلة بطبعها لكن مهنة التدريس أنبل ، وينبغي تشجيع الثبات فيها والتفرغ التام لذلك ، الشيء الذي لن يحصل في ظل الراتب الزهيد للمدرس ، والذي يفوقه بكثير راتب أي حارس أمني في أي  شركة معدنية وطنية أو غير وطنية ، وكذا الحال مع عمال الحوانيت( الوكَافة) في بعض الدول المجاورة ، والتي يخدم فيها موريتانيون ..!! وهم طبعا يفضلون هذه الأعمال على الانتماء لحقل التدريس الذي يعاني جل أشخاصه من الارتهان للبنوك !!
فعلى الحكومة أن تسارع بإجراء مالي خاص على غرار الإجراء الذي قامت به سابقا لصالح القضاة والإداريين المدنيين و الماليين ، وفعلا حسّن ذلك كثيرا من وضعهم المادي والمعنوي ، وانعكس إيجابا على قطاعاتهم . 2- مركزية التعليم :  فتوحيد مناهج التعليم بالرغم من تباين المناطق واختلافها من حيث الطبيعة البشرية ، واختلاف إملاءات المحيط ، يعد عاملا معيقا في وجه التعليم ، فمستوى ونوعية التعاطي مع مقاربة الكفايات في العاصمة انواكشوط وانواذيبو لا يوازيه ولا يسايره التعاطي مع هذه المقاربة في منطقة الضفة ، والمناطق التنموية الريفية ذات الطابع الخاص والمختلف جدا والمعقد تماما .
3- غياب التكوين المستمر والذي فاقم غيابه الغير مبرر من مشكل العقدويين والذي بلغ مداه مع تنامي مشكل العقدويين المحليين ، الذي تم تسيسه والتلاعب به ،مما جعل البعض يعتبره في ظروفه القائمة سلبي على القطاع بامتياز. 4- التموقع الفوضوي للمدارس وخاصة في الريف إذ تتوزع على أساس النفوذ والانتماء السياسي والزبونية ، وعادة مايتم تزييف المعلومات من أجل بقاء مدارس معينة مفتوحة أو تتمتع  بامتيازات معينة !
5- تزييف أعداد التلاميذ ومرده إلى سببين رئيسيين : -الأول: زيادة حجم الكفالة الذي يتناسب طردا مع ارتفاع عدد التلاميذ –الثاني بقاء مدرسة ما مفتوحة بتلاميذ وهميين نظرا لأنها مدرسة تحمل اسم آل فلان وتمثل الوجود السيادي لهم وبالتالي تظل الإحصائيات في القطاع مغلوطة ومكذوبة ... يتواصل بإذن الله

خصال يشترط توفرها في وزير التعليم القادم / عثمان جدو


لايختلف اثنان ؛على أن قطاع التعليم من الأهمية بمكان ؛إن لم يكن القطاع الأهم ؛ من بين كل القطاعات الحكومية ؛ فبه يستقيم الحاضر ويزدهر المستقبل ؛ وبه يكيف النشء؛ ويرسم مستقبل الدولة ؛ وتحدد الآلية الضامنة لمستقبل زاهر للبشرية .. إذ لاوجود لتقدم أي أمة ولا أثر لبقائها إلا بالتقدم العلمي ,وإسقاط مسلماته على الحياة بشتى أبعادها.
ولما كان التعليم بهذه الأهمية وعلو الدرجة؛صار من اللازم تركيز العناية والاهتمام بكفاءة وإيجابية من يتولون إدارة شؤونه ؛وتنفيذ قراراته ؛فلابد لهؤلاء من شروط وخصائص ؛ من قبيل النزاهة والوطنية والكفاءة ووضوح الرؤية ؛ ولعل أبرز شخصيات القطاع التي يشترط توفر هذه الصفات فيهم ؛هو شخص الوزيرالذي يعد الهرم الأعلى في القطاع ,هذا بالإضافة إلى بعض الخصائص والمميزات الأخرى والتى لا تقل أهمية ؛ ومن أبرزها : ـ أن يكون من أهل القطاع العارفين به ؛ المطلعين على الخفايا التي تدور في أروقة الوزارة ؛ أيام التحويلات من تدخلات وعطاءات ورشاوي .. تتسم عادة بخرق كل القوانين التنظيمية ؛ إذ أن أقدمية عشر سنوات مثلا لاعبرة بها ؛ ولاتساوي شيئا أمام أقدمية سنتين فقط إذا دفع صاحبها للسماسرة أكثر ..!!
ـ عليه أن يكون مدركا للفوضى التي تصاحب أيام الدراسة من منح لمذكرات تحويل فردية يومية ؛ على معيار القرابة والانتماء السياسي ؛ والتي بلغت ذروتها هذا العام !!
ـ يجب على الوزير القادم ؛أن يكون قادرا على كشف ماتسلكه الميزانيات المخصصة لإدارات قطاعه ؛ من سرقة وتقاسم مبني على المحاصصة والتفاهم.
ـ عليه أن يدرك حجم التلاعب بأعداد التلاميذ بدءا بالمناطق النائية ؛ تبعا للاستفادة من حجم الكفالات المدرسية ؛ وبقاء مدرسة آل فلان مفتوحة ؛ رغم افتقارها لمقومات ذلك؛وانتهاء بتلاعب خلية الإحصاء المركزية الضالعة هي الأخرى بتسترها على ذلك!!
ـ وعليه أن لايكون كسابقيه في الاشتهار بالكذب والمماطلة ؛والظهور عبر وسائل الإعلام ؛ وإعلان أشياء لاتتحقق في أوقاتها بل لاتتحقق مطلقا.
ـ عليه أن لا يجعل من قضية العقدويين المحليين قضية سياسية ؛ يكسب بها ود آل فلان أوجماعة علان من أجل الحصول على الأصوات ؛دون الاكتراث بمصائر الأطفال ؛الأمانة الكبرى في عنقه ؛ والذخيرة الأهم ؛والمقدرات الحقيقية لبقاء وسلامة ونجاح المجتمع والدولة ,وعليه أن يدرك أن قضية هؤلاء العقدويين لا تستقيم إلا بجهد جهيد ؛ وتسخير تام لإدارة التكوين المستمر المقصرة ..!! وإجراء تكوينات متتالية ومركزة ؛قد تجعل من هذه المجموعة ما يراهن عليه في المستقبل لإنعاش التعليم وتجديد دمائه .
ـ عليه أن يكون على علم تام بخبث المنظمات التبشيرية التنصيرية ؛ وحجم خطورتها على مسار التعليم ,وعليه أن يكون مدركا تمام الإدراك لعدم جدوائية البعثات ؛التي ترسل دوما من أجل المعاينة والتفتيش ؛وتدقيق المعلومات إذ أنه لا يحصل شيء من هذه الأهداف ؛المحددة والمرسومة لهذه  البعثات,لأنها باختصار لا تعاين التلاميذ مثلا ولا المعدات؛وتكتفي بالمقدم إليها شفويا؛والذي لا يختلف بطبيعة الحال عن المقدم إلى الإدارات الجهوية سلفا؛في تقارير مكتوبة ..إذا ماالهدف ؟ وماالنتيجة؟
وفي الختام على الوزير القادم وباختصارشديد إذا كان رجلا أن يكون "نبغوه" وإذا كان امرأة فلتكن "نبغوه"