السبت، 2 أغسطس 2014

أطفالنا فلذات أكبادنا (2) / عثمان جدو


مواصلة لما تمت إثارته في الحلقة الماضية عن الطفل , وعن تربيته ودور الآباء في ذلك ,والأهمية التي يكتسيها حضورهم الفعلي والرقابي في فضاء الطفل , الفضاء الحساس السريع التأثر والالتقاط لما يدور من حوله سواء في البيت أو المدرسة أو الشارع أوالحي , ينبغي أن نتطرق لنقاط مهمة لها تأثيرها البالغ في حياة الطفل المستقبلية ,
ومن المعلوم أننا نلاحظ أحيانا في بعض البيوت وللأسف الشديد الوتيرة المتزايدة للعنف ضد الأطفال ودون ما مبرر كاف لذلك ,ضربا كان أو زجرا مبالغا فيه أو عرضا لسلوك مشين أمام الطفل .
وانطلاقا من أن البيت هو المدرسة الأولى والأهم للطفل إذ يتعلم فيه جميع الأساسيات التي ستشكل عامل ارتكاز في حياته ,فهي إما أن تكون محصنة له من المشاهد التي سيراها في الشارع ,بفعل قوتها ونموذجيتها , أو تكون أداة للتفاعل مع تلك العادات والمسلكيات الفاسدة التي ستعرض أمامه .
وطبعا تتنامى المشكلات وتتعقد بتراجع أوغياب الدور الرقابي للآباء في البيت لأسباب علَ من أبرزها ,اكتساب أنواع الخطط الإجرامية المعروضة عبر شاشة التلفاز الذي يصدح في البيت ليل نهار دون رقيب يوجهه توجيها سليما يخدم التربية السليمة ,
ومن المعروف أن أغلبية الأسر اليوم تركز في مشاهدتها للتلفاز على الدراما المفعمة بالانحلال وشتى أنواع الفضائح .
قد تكون النية حسنة من القصة أو السيناريو ومن المتابعة أيضا ,لكن المشكلة تكمن في أن هذه المسلسلات تعكس واقع مريرا في مجتمع معين لم يعاني منها مجتمعنا سلفا وبالتالي عرضها علينا فيه نوع من الترويج لها , وللعادات السلبية الموجودة فيها .
قد نتفق على أن هذه المسلسلات والبرامج يحاول أصحابها من خلالها إبراز محور الشر في قضية ما للتحذير منها ,لكن بعض المتتبعين لها منا والغير محصنين فكريا قد يكتفون بتخزين مشهد معين يجسد جريمة معينة ,أو مشهد لانحلال خلقي ويكون طبعا المكتسب سلبي بامتياز,وهنا تكمن المشكلة التي تعمق الانحراف في مجتمعنا ,مما زاد من ظهور مظاهر غير مألوفة أصلا في هذا المجتمع كضرب الأولاد للوالدين وقتل الأبناء  وقتل الرفقاء ,وكثر هذا النوع الأخير للأسف في صفوف الأطفال وخاصة في المكان الذي يفترض به الأمان (المدارس) ,وكثر الاختطاف والاغتصاب ويمكن أن تكون المتاجرة بالأعضاء البشرية قد دخلت على الخط كما تشير إلى ذلك بعض الحالات الإجرامية التي وقعت في الأيام القليلة الماضية . وما تدهور الحالة الأمنية للعاصمة انواكشوط  والمناطق الأخرى من الوطن إلا دليل يترجم حقيقة مانقول .
ومن هنا يجب على السلطات العليا للبلد أخذ الوضع الأمني بمحمل الجد , وعليها أن تزيد من الضغوط على المسئولين عنه كي يتم القضاء أو التخفيف من تنامي ظاهرة القتل اليومي والتي صارت تحدث لأتفه الأسباب (القتل بهدف الحصول على مبلغ زهيد,أو جهاز تلفون أو للحصول على ثوب,أو إشباعا لغريزة محرمة تكون الضحية فيها رخيصة جدا عند الجاني ولقد حدث وأن وقعت جرائم قتل هواية فقط...........إلخ).
وعلى الدولة أن تعي أن الأمن هو المطلب الأسمى للشعوب وإذا عجز المكلفون به عن توفيره لزم استبدالهم بآخرين المهم النتيجة وتحقيق الأهداف المرسومة وإن اقتضي ذلك تكليف الجيش به حتى يستتب ويعم السلام , إن لم يكن الجيش هو الآخر عاجز عن توفير ذلك.
ملاحظة أخيرة : { في بلادنا تتطور الجريمة و تتنامى  يوميا وتبقى وسائل وطرق مكافحتها ثابتة وقديمة عكس ما يحدث في العالم إذ تتطور الجريمة وتتطور أيضا وسائل وطرق مكافحتها }...........
يتواصل بحول الله وقوته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق