السبت، 30 ديسمبر 2023

الدفع المعنوي -عالي المستوى (فيديو)

فرض مذكرات بدل كتب البرنامج مضر بجودة التعليم(فيديو)

خيرية اسنيم تقتني كميات للتوزيع المجاني (فيديو)

تموقع نقاط التوزيع (فيديو)

توزيع الكتب الجديدة (فيديو)

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023

تثمين مهنة المدرس- الحدث الهام (فيديو)

تثمين مهنة التدريس مشروع مهم جدا ومهم أن ينصف المديرين الجهويين للمعهد التربوي الوطني ومساعديهم في اعتماد سلك مستشار تربوي وطني؛ لكونهم مستشارين تربويين بالمعهد التربوي الوطني تلقائيا بموجب التعيين ويشتركون في إنتاج الكتب وتأليفها.

توزيع الكتاب المدرسي على عموم البلاد(فيديو)

الأحد، 15 أكتوبر 2023

توزيع الكتاب المدرسي - انواذيبو

إطلاق مشروع الكفالات المدرسية

توزيع الكتاب المدرسي- الحوض الغربي

توزيع الكتاب المدرسي-كوركول

الجمعة، 29 سبتمبر 2023

لكي لا يُطمس إكسير المدرسة الجمهورية/ عثمان جدو

شهدت المنظومة التربوية في الآونة الأخيرة محاولات عدة لانتشال ما تبقى من ذكرها من وحل الفساد والتخبط وانعدام الجدوائية؛ فتغيرت التسميات ودُمجت ثم فُصلت الوزارات ودُمجت مرة أخرى؛ وما كل ذلك إلا محاولة للاهتداء إلى البوابة الصحيحة للولوج الآمن نحو إصلاح يُخلِّص من عوالق الماضي المعيقة لحركة قطار المنظومة التربوية؛ المثقل بتراكمات الماضي، والمتهالك؛ لغياب وسائل الإعداد والإنجاز، تتابعت الندوات وتتالت الورشات وكان ذلك بداية تأسيسٍ لمسارٍ جديد أكثر ضبطا وتنظيما؛ تجلت بوادر ذلك بشكل أوضح بعد تنظيم أيامٍ تشاورية حول التعليم؛ شارك فيها أغلب المعنيين من أهالٍ وهيئات تدريسٍ وصُنَّاع قرار ومُعِينِينَ لهم جميعا، نُظمت هذه الأيام على المستوى الجهوي كي تُسمع كل الأصوات الميدانية؛ ثم مُركزت النقاشات واللقاءات حتى يُخلص إلى عصارة الأفكار المهمة وزبدتها المفيدة؛ فكان ذلك بالتلاقي على قانون توجيهي اعْتُبِرَ بعد ترسيمه خارطةَ طريقِ الإصلاح المضيئة. لقد تضمن القانوني التوجيهي للتعليم مضامين وقواعد ومساراتٍ حريٌ بها إن طبقت -كما حُدِّدَ- أن تُحدث ثورةَ إصلاحٍ حقيقية؛ تنتعش بها المنظومة التربوية، ويُوصل بها إلى المؤمل، وطبعا لسنا في هذا الحديث بِواردِ بسط مضامين القانون التوجيهي؛ لكن لا بأس في الاستئناس ببعض النقاط الواردة في بعض محاوره، فمثلا لو تحدثنا قليلا عن لغة التدريس فإن في الإسراع في تنفيذ المعتمدِ في هذا القانون بخصوصها إحداثٌ للفارق في ظرفٍ زمنيٍّ قياسي؛ وسيكشف ذلك عن مدى استيعاب التلاميذ للمواد العلمية التي كانوا سابقا يترنحون في طريق اكتسابهم لها بفعل تعقيدات اللغة التي تزداد بتعقيدات المحتوى العلمي لكل مادة. ثم إن مقرر تنظيم تحويلات المدرسين التي كانت تطبعها الفوضوية والمتاجرة في الماضي ما هو إلا ثمرة طيبة من ثمار هذا التوجه، ينضاف إليه آخر بخصوص معيارية الترقيات، ولا يقل عن ذلك أهمية قرار إلزامية الزي المدرسي وإن كان يفترض أن يطرأَ عليه تحسينٌ في نسبة التكفل من الدولة، ولأننا في بداية التفعيل الحقيقي للمدرسة الجمهورية؛ فالأولى أن نرفع نسبة التكفل إلى %50 على الأقل ونستمر على ذلك حتى نكمل الخمسية الأولى من مسار المدرسة الجمهورية التي تضع رجلها على العتبة الثانية في طريق الإرساء والتثبيت والغرس في أذهان الأهالي والتلاميذ. ويمكن القول من زاوية واقعية أن المنظومة التربوية طرأت عليها تحسينات كبيرة ومتعددة، وبعيدا عن عين الرضا وهروبا من عين السخط؛ فإن ما حصل من زيادةٍ في الرواتب والعلاوات يمكن أن يُذكر ويُشادَ به، دون التسليمِ أنه وصل حد المبتغى، أو الدرجة التي تنجي المدرس من جحيم الأسعار المرتفعة، وإكراهات الحياة التي تتطلب زيادة الأجور بشكل موازٍ، وتحسين العلاوات بشكل دائم؛ ولا يمكن أن يفوتنا التطور المعتبر في البنية التحتية كمًّا وكيفًا، بالإضافة إلى الطاولات والوسائل الضرورية الأخرى التي كانت رغم أهميتها يَعدمُها التلاميذ داخل الفصول، ومن ذلك أيضا؛ ولعله الأهم الطفرة الكبيرة التي حصلت في توفير الكتب المدرسية؛ رغم ما يعتريها من نواقص إجرائية تكدِّرُ صفوَ الصورة التي يمكن أن يرسمها توفر الكتاب المدرسي في يد التلميذ والتلميذ فقط بدل المخازن، أو الأسواق الموازية، أو أي وجهة أخرى، فحريٌ بنا أن نُفَعِّلَ كل الطرق الإيجابية التي تُؤَمِّنُ وبسرعة وصول الكتاب المدرسي إلى يد التلميذ داخل المدرسة، ونُمزق الصورة شبه السلبية الحالية التي تُظهِرُ المخازن مليئة بالكتب ويد التلميذ خِلْوًا منها!!، ولا ينبغي لنا ونحن نتحدث عن الكتاب المدرسي (أهم الدعامات التربوية) إلا أن نذكر الدروس المحضرة؛ لما لها من مزية تربوية وفوائد ميدانية، فهي تُذِيبُ الفوارق بين المدرسين، وتجعل ظالعهم رديفَ ضليعهم في قيمة المستوى وقوة تقديم المحتوى، ولذا وجب التنبيه على ضرورة تعميم توفيرها على مرحلة التعليم القاعدي بأكملها (الابتدائية والإعدادية) إن أمكن ذلك؛ ولا أقل من توفيرها بصورة مستعجلة لسنوات الابتدائية كاملة ولجميع المواد. وفي إطار تثمين مهنة التدريس؛ حصل المستجد الأهم على مستوى التعليم الأساسي؛ الذي هو القاعدة التي تُثبَّتُ عليها أركان التعليم، والأساس الذي يحمل ثِقله؛ لكن المشتغلين بالشأن التربوي يغيب عنهم ذكره، والمتحدث يجهل الدواعي، ولا أرجو أن تكون مترتبة عن عدم إدراك قيمة هذا المستجد المتمثل في اعتماد سلك جديد في التعليم الأساسي هو(سلك معلم رئيسي)، فاعتماد هذا السلك فيه من الفوائد على المنظومة التربوية القدر الكبير؛ ومن ذلك مثالا لا حصرا أنه يُشجع الأكاديميين وأصحاب الشهادات الجامعية على الالتحاق بالمنظومة التربوية من بوابة التعليم الأساسي مع تمام الرضا؛ وهذه إضافة نوعية تزيد من القيمة المعنوية، ومن ذلك تثبيت المدرسين داخل القطاع؛ ومعروف أن القطاع عانى كثيرا من هجرة المنتسبين ومحاولتهم اللحاق بأي وجهة أخرى بحثا عن القيمة والمعنى والمردودية المادية؛ قد يظن البعض أو يفترض أن هذا الكلام سابق لأوانه أو أن المجموعة المشمولة في هذا السلك مازالت قليلة، وجهد المنظومة التربوية أكبر من أن يُسد هكذا ببساطة؛ لكننا نستبق هذه الفرضية وذاك الطرح بالقول أن الخطوات قد تُجدي نفعا منذ الإعلان عنها قبل التنفيذ ثم تفيد أكثر عند وجودها على أرض الواقع، ويمكن أن نُضيف إلى المزايا التي ذكرنا آنفا عن الفوائد التي سيعكسها وجود هذا السلك؛ تنشيط المنظومة التربوية، وانتعاشها، وضمان جودة وتماسك المردودية وسلامة المخرجات؛ ويعد هذا السلك دون مبالغة حسنة من محاسن التهيئة للمدرسة الجمهورية التي لا ينبغي أن ينصرف مدلولها عن مقصدها العمومي الجامع الذي يعكس المشهد المراد؛ وهو جلوس أبناء موريتانيا جميعا على نفس الطاولات، يلبسون نفس الزي، ويتلقون ذات الدروس؛ بنفس الوسائل في فترة زمنية واحدة. نُشير في الأخير إلى أن إقرار هذا السلك كتب التاريخ فضل اعتماده بتدبير من الله جل وعلا لفخامة رئيس الجمهورية وحظي بشرف التمهيد له والتخطيط المحكم معالي وزير التهذيب الأسبق رئيس الحزب الحاكم الحالي، قبل أن يرى النور ويجسد على أرض الواقع على يد وزير التهذيب الوطني الحالي قبل شهرين من الآن تقريبا، وبالنظر إلى أن المنظومة التربوية يُغطي التعليم الأساسي ثلثيها إن لم يزد على ذلك؛ فإنه من النجاعة بمكان أن نستعين بكوادر التعليم الأساسي أكثر فأكثر في التعيينات والتسميات للمهام السامية والصعبة التي تعاني منها المنظومة التربوية ويتأكد ذلك أكثر مع هذا الحدث الأخير الذي تحدثنا عنه في هذه السطور(معلم رئيسي) والذي يمكن أن يلعب دور الإكسير الذي يعيد لجسم المنظومة التربوية حياته بعد اليأس، ويُحوِّل المستحيل فيه إلى حقيقة منجزة ماثلة؛ إذا هو أُظهِر واستُعِين به ولم يُطمر جهده الكامن أو يُطمس إشعاعه الممكن.

السبت، 16 سبتمبر 2023

مدخل إلى السنة الدراسية المطلة/ عثمان جدو

من نافلة القول أن أحدثكم أن التعليم هو حجز الزاوية في التنمية، وأن نجاح التعليم هو النجاح في كل المجالات، وأن الاستثمار فيه هو عين وروح الاستثمار؛ لقد تجاوزنا العام الماضي؛ أولى سنوات الدخول الفعلي في المدرسة الجمهورية، تلك الفكرة أو ذلك المصطلح الذي يراد منه أن يجلس أبناء موريتانيا على نفس الطاولات، يلبسون نفس الزي، يتلقون ذات الدروس، ويلتئمون تحت سقف واحد؛ ورغم كثرة المشككين في تجاوز إكراهات السنة الأولى فقد كانت النتائج جد إيجابية وأظهرت تفوقا لطلاب المدارس العمومية على غيرهم، وخاصة منهم المنحدرين من المناطق ذات الأولوية (المناطق الهشة) كما تحلو للبعض التسمية، وهذه المناطق بالذات هي التي شدد فخامة رئيس الجمهورية في آخر اجتماع للحكومة على ضرورة تذليل الصعاب أمام المنحدرين منها كي تستوعبهم مدارس الامتياز؛ وهنا نقول أنه من أجل أن تكون النتائج إيجابية ونتجاوز الملاحظات السلبية على بعض الحالات الفردية ذات الصلة؛ أنه من الممكن بل من الأفضل فتح مدارس امتياز في هذه المناطق ومرافقة أبناء هذه المناطق من أولى مراحل التعليم الأساسي وبالتالي الانطلاق بفكرة الدمج في الامتياز من العتبة الأولى ومن ذات المحيط السكني مع مراعاة توفر كل الاشتراطات التي تضمن أداء مدرسة الامتياز لما يراد منها حتى يحصل التميز في حاضنة من ميزهم الفقر والعجز والتأخر العلمي في السابق، ويكون العمل على جودة المخرجات هو الهدف المنشود، وكلنا يعي جيدا أن ذلك ممكنا، وكلنا يدرك أن مدارس الامتياز خاصة في مرحلة ما بعد الأساسية تتحرك بوقود المدارس العمومية الأخرى من خلال احتضان النجباء والمتفوقين من هذه المدارس. إن من الأهمية بمكان الإسراع في تطبيق مخرجات وتوصيات القانون التوجيهي المنبثق عن التشاور الوطني العام؛ مركزيا وجهويا، وكان حدثا مشهودا تبلورت من خلاله كل النقاط الجامعة؛ ومن الملح جدا في هذا الصدد الإسراع في البدأ الفعلي لتلقي التلاميذ في المرحلة الابتدائية الدروس المقررة في المواد العلمية باللغة الأم التي شكلت نقطة جامعة. ومن الإجراءات العاجلة المهمة التي من شأنها تذليل الصعاب أمام الأهداف المرسومة لنجاح السنة الدراسية ضرورة تمكين التلاميذ من الكتب المدرسية وتوفيرها داخل المدارس وفق التوصيات التي خلصت إليها نتائج الورشة التشاورية المنعقدة أخيرا بمباني المعهد التربوي الوطني، ويزاحم ذلك أهمية توفير وتعميم الدروس المحضرة على المدرسين؛ وفي ذلك إن توفر غنى عن الأدلة وعن التحضير الذي يتقاعس كثير من الممارسين عنه؛ ومن نتائج توفير هذه الدروس المحضرة؛ محو الفوارق بين المدرسين وجعلهم جميعا على عتبة القدرة والكفاءة المطلوبة في أحسن صورة. وبخصوص التحويلات فإن إجراءها وفق المعايير المحددة والتي كانت مؤشراتها المحددة في المقررات الصادرة مؤخرا محل إشادة وتثمين من الجميع؛ سيكون لها بالغ الأثر الإيجابي لما يتولد عن الإنصاف في التحويلات من إرضاء يعزز جهد البذل الميداني، مما يدفع بالعملية التربوية قدما. ومن الضرورة التي تكتنز جم الإيجابية؛ تفعيل الوثائق الروتينية من دفاتر تحضير تراعي التاريخ اليومي المحين، وتخطيط البرنامج بما يظهر المعارف المستهدفة كل أسبوع وما يتخللها من أنشطة تكسب المعارف الضرورية، وحضور هذه الوثيقة إلى جانب المدرس في الفصل إن لزم الأمر؛ ومن خلال هذه الوثيقة تظهر فترات التعلم المنتظم والإدماج والمراجعة والتقويم فذلك أدعى للسيطرة على المسار التربوي في كل فصل دراسي. ثم إن احترام الجدول الأسبوعي المحدد لتقسيم الزمن يعد من الأساسيات المهجورة؛ والذي يجب أن يكون عليه الحال عند دخول أي مفتش للقسم أو أي جهة رقابية أو تأطيرية أخرى هو أن الدرس المحدد في الجدول يكون بالضبط هو الذي على السبورة وهذا التطابق يترتب عليه تنظيم وتناسق المسار التربوي وحتما يعطي النتائج المرجوة عند حصاد نهاية السنة الدراسية. كما أن مراعاة الملصقات الجدارية في الأقسام وما تحمله من شحنة تثقيفية ومنبهات تربوية من الأمور المهمة جدا والتي يلاحظ غيابها كثيرا؛ فمن ينزل للميدان يدرك تباينا كبيرا في ذلك، ففي الوقت الذي تبهره بعض المشاركات والملصقات والعبارات التربوية الخادمة في بعض الأقسام؛ يتفاجأ في أماكن أخرى من التحلل التام من كل المشاهد المشابهة. ولا يمكننا أن ننسى أن السنة الماضية شهدت تفعيلا حقيقيا للمدرسة الجمهورية؛ ومن مظاهر ذلك بعض المشاهد التي يستسهلها البعض وهي تحمل مغزى كبيرا ودلالة عميقة تجنى ثمارها التربوية مع تقدم الأيام والسنوات الدراسية؛ ومن ذلك رفع العلم الوطني صباحا ومساء على وقع إنشاد النشيد الوطني مع كامل الانتظام والانضباط، ومن ذلك تعميم الزي المدرسي؛ إذابة للفوارق الاجتماعية ظاهرا على الأقل وأثناء الوجود في الحرم التربوي، وكذلك مواصلة الجهود التي تظهر حثيثة في تدعيم البنية التحتية؛ محاربة للاكتظاظ القاتل للجودة التربوية. ونشير إلى ضرورة حماية الوسط المدرسي ومحاربة المظاهر الهدامة للأخلاق سواء كانت تلك التي تظهر من شكل الحلاقة والاختلاط ودوام الاحتكاك أو التدخين داخل أسوار المدارس، أو تلك التي تكون أعمق وأخطر كالمخدرات، وروافد الانحراف الأخرى التي يعاني منها الطلاب أكثر من غيرهم فترة المراهقة. ومن المفيد جدا إنعاش محاضرات أو ندوات (واحدة على الأقل كل أسبوعين متتاليين) خاصة في الاعداديات والثانويات، ومن المستحسن أن تكون مضامين هذه المحاضرات أو الندوات هي الجوامع الوطنية والمواضيع ذات البعد الشرعي؛ خاصة تلك التي تلامس الفترة العمرية الحساسة عند الشباب. ومن أجل صمام أمان حقيقي للأخلاق وقطع الطريق على الإساءات التي حصلت في الماضي؛ وماصاحبها من جهالة تنبئ برقة في الدين، وجهل بالثوابت الشرعية، فإنه يلزم التفكير الجاد في جعل مادة التربية الإسلامية مادة ارتكاز في كل الشعب والتخصصات؛ ويراعى في المقررات طبيعة التخصصات، وطبعا سيكون لذلك وقع كبير على سلوك الدارسين في جميع مراحل حياتهم أثناء التحصيل الدراسي وتزامنا مع أداء الوظائف ومباشرة العمل؛ ونقترح في هذا الصدد أن يكون ضارب مادة التربية الإسلامية 4 في مرحلة الإعدادية و 5 في المرحلة الثانوية لجميع الشعب بإستثناء شعبة الآداب الأصلية التي ينبغي أن تبقى على حالها. أما فيما يتعلق بالظروف المادية والمعنوية للمدرسين؛ فمن الضروري إدراك أن واقع المدرسين صعب للغاية؛ وبالتالي لابد من زيادة الرواتب، وتحسين العلاوات بشكل دائم كي يستطيع أن يواكب الارتفاع الصاروخي للأسعار والإكراهات اليومية الأخرى.

السبت، 29 يوليو 2023

تعليق سريع على توجيه هام

قبل أيام تداول نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقاطع فيديو لمهرج معروف؛ تمجد بعض الأشخاص والقبائل، وذلك أثناء تخرج دفعة جديدة من الطلبة الضباط في الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بأطار، وهو المكان الذي ينبغي أن يظل محصنا بجوامع الوطنية وروح التلاقي؛ بعيدا عن الامتهان القبلي والانزواء العشائري. لقد أطلق هذا المهرج العنان لحباله الصوتية بتمجيد بعض القبائل تزلفا لبعض الأسماء التي تمر أمام عينيه من أصحاب الرتب والنياشين، وغره تغافلهم عن استحضاراته المغرضة المنافية لأخلاق ومبادئ الدولة المدنية، التي يفترض فيها أن تذوب ميزة الأسماء بين أبنائها، وتختفي الفوارق بين ألوانهم ليظهر لون العلم فقط، وتختفي الشعارات القبلية أمام شعار وختم الدولة الجامعة. إن استدرار النفس القبلي وكل المفاهيم الرجعية أمام صفوة القادة العسكريين فيه تجن كبير على هيبة الدولة وإظهارها كوعاء خرق للقبيلة في صورتها غير المثالية؛ لكن مما يعيد إلى النفس سكينتها وأمانها؛ الوقوف على التعميم الداخلي المنشور في وسائل الإعلام؛ الصادر عن قيادة الأركان والذي يحمل عنوان التوجيه؛ وهو حقا توجيه في محله وأوانه فلقد بلغ السيل الزبى؛ بل تجاوز الربى. لقد ذكر التوجيه بوضوح أن الذي وقع خطأ فادح يجب أن لا يتكرر، فتمجيد الأشخاص والقبائل لا يخدم المبادئ الوطنية الجامعة أبدا، هذا إن كان الخطاب حدث في سوق أو مكان عام مفتوح كملعب رياضي ونحوه، أما وقد صدر داخل ثكنة عسكرية أمام جيلين عسكريين متباينين، الأول يمثل الصفوة والقادة والقدوة، والجيل الثاني يمثل الضباط المتخرجين؛ أي جيل الرهان على المستقبل الآمن والمزدهر للبلاد! فالأمر أكثر فداحة وأنكى واشد مضاضة. لقد طالب التوجيه قادة التشكيلات العسكرية في المستقبل بالسهر على الحفاظ على هيبة الثكنة وعدم السماح لممتهني هذه المسلكيات بالولوج إليها مهما كانت الدواعي والأسباب؛ وحسنا تقرر. إننا في موريتانيا نحتاج إلى إعادة الترتيب لكثير من المظاهر التي أصبحت طاغية وصار كثير من أبنائنا يتلقونها ويتداولونها على أساس أنها من محامد الأمور؛ حتى أصبح المهرج عندهم حكيم المجتمع، وسوط الجلاد، ولسان الشاعر!، يهابه الجميع، ويدفعون له مكتنز أموالهم رغبة في ذكره لهم أو خشية تعريضه بهم!. أي حالة هذه تلك التي وصلنا إليها من انقلاب القيم، وشتات مكارم الأخلاق؟ علينا أن نقف ونتأمل ثم نراجع أنفسنا قليلا ونطوي هذا النوع من الصفحات الملوثة بسوء الممارسات، ونبدأ بأخرى جديدة نظيفة يكون فيها للاستقامة معنى، وللأمانة حرمة، وللمثابرة مقابل، ولا نظل تائهين حول تقييم نحوزه من تهريج المهرجين. بقلم: عثمان جدو

الاثنين، 19 يونيو 2023

البكالوريا: إحصائيات

https://elfikr.net/?q=node/35284 البكالوريا الموريتانية من 1949 إلى 2023 مسيرة متعثرة من الإخفاق ونسب الرسوب العالية- إعداد موقع الفكر

الأربعاء، 17 مايو 2023

عين على انتخابات 13 مايو 2023

تعتبر انتخابات 13 مايو 2023 أطول انتخابات شهد تها البلاد حيث استمرت مكاتب التصويت مفتوحة ليومين متتالين، يوم للتصويت وآخر للفرز وتسجيل النتائج وإعداد كم هائل من المحاضر والمستخرجات ( 28 محضر و 12 مستخرج- على الأقل) قد تزيد هذه المستخرجات بزيادة عدد ممثلي الأحزاب المترشحة؛ الذي وصل في بعض الأحيان 25 لائحة متنافسة على نفس الاستحقاق الانتخابي!، ولكم أن تتخيلوا صعوبة انسجام هذا الكم الهائل من الممثلين للأحزاب والذين غالبا ما يكون تعليمهم متدني وتعليماتهم التي زودوا بها تعيق ولا تفيد؛ فمثلا أغلب هؤلاء كأنه أمر بكتابة كل كلمة يسمعها وكل معلومة يتم تداولها؛ ثم تراه يكثر الأسئلة وقت لزوم الصمت، كلحظة الفرز أو تدوين النتائج وتثبيتها على المحاضر؛ وهنا أعتقد أنه في المستقبل يجب تكوين هؤلاء تكوينا كافيا لمواكبة العملية بهدوء تقتضيه طبيعتها، وانسجام تام يعين على امتصاص الحماس الزائد بين المتنافسين على الأقل في ذلك اليوم الحساس حتى تخرج النتائج في جو هادئ يطبعه التركيز والمتابعة حتى لا يدعي شاهد ما التشويش على متابعته ومشاهدته التي يبني عليها تقرير شهادته. لقد غيرت هذه الانتخابات الخارطة السياسية بشكل جلي حيث ظهرت أحزاب كانت تعد مجهرية، وتراجعت أحزاب كانت تمثل هوية المعارضة، وقلاع النزال الانتخابي في مقارعة الأنظمة المتعاقبة، ومن نتائج ذلك ظهور وجوه سياسية جديدة واختفاء أخرى احتكرت المناصب المحلية والتمثيل النيابي، ردحا من الزمن؛ حتى سئمها المواطن، فصار يعبر عن ذلك استنكارا بأنها وجوه سياسية محنطة. ومن ناحية أخرى خلصت النتائج الأولية إلى إظهار الحجم الحقيقي لكثير من السياسيين المفتونين بأنفسهم، والذين غرهم الصراخ من حولهم والجمهرة أمامهم، ونسوا أن جل المتجمهرين قد يألفون الضحاك تسلية؛ لا حبا في مصدره ولا قناعة بفكره. لقد شهدت بعض المناطق تنافسا محموما ونزالا سياسيا قويا جدا، ويمكن أن نستأنس من ذلك بثلاث أو أربع عينات مثالا لا حصرا، فمثلا عندما نتجه إلى انواكشوط نجد مثالا مختلفا عن السابق حيث حصل اكتساح كبير وكسب وفير لأغلب المناصب السياسية، بلدية كانت أو نيابية، مقاطعية أوجهوية أوتشريعية، وهذه سابقة غيرت اللوحة السياسية في انواكشوط؛ وهي المدينة الكبيرة التي لم تخل يوما من قلاع للمعارضة!؛ واعتقد أن مرد هذا التغيير كان من أسبابه الظاهرة نزول بعض الوزراء للتنسيق الميداني والإشراف المباشر على حملة حزبهم وكذا الخبرة الواسعة لمنسق انواكشوط الذي خاض النزال السياسي الصعب في الانتخابات الماضية والتي اشتد التنافس فيها آنذاك في عرفات؛ ثم عاد اليوم وكسب كل شيء بعد أن كان قد خسر أهم شيء أيام كان وزيرا للمال والأعمال.. وهنا يظهر أن الرجل خرج بظفر سياسي كبير يؤهله في قادم الأيام لقيادة الحزب أو الحكومة. أما في انواذيب فقد كان النزال الأقوي والأشد اضطرابا؛ تحركت الأموال فهاجت في وجهها العواطف، ارتفعت سواعد الأقوياء وعدا ووعيدا فنزلت أمامها عبرات الضعفاء ثم كانت منها أقوى على تحصيل المؤمل؛ وفي النهاية نجح الوطن لأن الكل أبناؤه.. وفي كيفة وبير أم اكرين مثلا وفي مناطق أخرى تغير المشهد ونجح المغاضبون في إثبات أحقيتهم في الترشيح الذي منعوا منه أصلا؛ وكانت ثمار ذلك من سعد رجال استخدموا العقل في استقطابهم فلبسوا ثوبا من الحكمة أدخلهم قبة البرلمان وآل إليهم به تسيير مجالس محلية. على العموم يمكن القول أن هذه الانتخابات رغم صعوبتها وطول الإجراءات المصاحبة لها خرجت بنتائج معتبرة رغم المنغصات التي حصلت خاصة في المناطق الشرقية حسب ما تداولته المنصات والمواقع الإخبارية؛ وهنا يلزم التحرك بسرعة؛ ضبطا للأمن، وبسطا للسكينة، وإشاعة للعدل حتى ينال كل مستحق حقه، وطبعا لا بد من إعادة الانتخاب في تلك الأماكن التي ظهرت صناديق تصويتها مكسرة لصعوبة الرجوع إلى المعطيات التي كانت بها. وبخصوص التسجيل عن بعد رغم محاسنه التي يعد منها تسجيل الناخبين في أماكنهم المفضلة للاقتراع دون انقطاعهم عن عملهم؛ وفي ذلك توفير كبير للجهد والوقت، فإن من مساوئه سهولة التأثير على إرادة الناخبين المحليين الذين يجدون الفائدة في الجماعة المحلية التي تسير بلديتهم مثلا أو يتضررون منها؛ عكس الوافدين يوم الاقتراع فقط؛ الذين لا يكترثون لذلك، وهنا أعتقد أنه من الظلم البين لهؤلاء أن تسلب إرادتهم بهذا الشكل الذي يظهر نعومة الإجراء لكنها تخفي خشونة وقبحا سياسيا كبيرا، مما يستدعي إعادة النظر في دواعي التسجيل عن بعد فلا يسمح مثلا بذلك إلا لعامل في منطقة بعيدة عن مسقط رأسه الذي يفضل التصويت فيه، أو مكان سكنه الذي ألفه ويؤلف فيه وله القدرة على إثبات ذلك، أما بقاء الحال على هذا الحال؛ ففيه من العبث بإرادة ومصير الساكنة المحلية لكل بلدية ما في الضرب والتنكيل والقهر من الضرر والإضرار حيث لا ينبغي أن يكون هناك ضرر ولا ضرار. أخيرا أعتقد أن من محاسن هذه الانتخابات وجود منصة ألكترونية تجمع كل النتائج عبر تطبيق يفتح نافذه حصرية لكل مكتب مربوطة بهاتف أحد أعضاء هذا المكتب؛ تتميز بالدقة والانسياب الذي يتيح اطلاع كل الموريتانيين على كل النتائج في أي نقطة من البلاد؛ وأعتقد أن من النواقص الملحة جدا عدم وجود جهاز للبصمة بدل الحبر الذي يسبب مراوغات قد تنتهي بسكبه على المكتب أو بطاقات التصويت، واعتقد أن النقطة المثارة حول تسجيل بعض الموتى ينبغي أن يأخذها الأحياء ممن يتعين عليهم الأمر بمحمل الجد حتى يتجاوزوا لعنتها.