السبت، 2 أغسطس 2014

أطفالنا فلذات أكبادنا (1) / عثمان بن جدو



نظرا لأهمية الطفل في المجتمع سنحاول قدر الجهد والإمكان تشخيص واقعه وإبراز بعض المشكلات التي يعاني منها محاولين معالجة ذلك من خلال تقديم بعض الحلول والاقتراحات الناجعة لذلك في حلقات متتالية بإذن الله.
يعتبر الطفل العنصر الأهم في المجتمع لكونه المحور الأساسي لمستقبل أي أمة قائمة ,فهو الذخيرة المدخرة للأيام القادمة ,وهو الاحتياط  الأساسي  و الحقيقي  لها ,وهو باختصار جوهر  المقدرات .

ولمَا كان الطفل هو العنصر الأهم والجوهر الأساسي لكل مجتمع صار لزاما علينا أن نهتم بما يجعله المحور الإيجابي والمؤثر في المجتمع المستقبلي  ولن يكون ذلك إلا ببذل الجهد الأكبر وتركيز العناية ومراقبة السلوك ,وتصحيح المسلكيات لدى هذا الطفل بالطرق السليمة التي تدعم ذلك .
ولن يتأتى لنا ما نريد إلا بالأخذ بمبادئ التربية وفنونها ومسلكياتها السليمة والاستفادة من مسلماتها , سواء كان ذلك بالاكتساب الفطري لها أو بفعل إملاء المحيط السليم والمجتمع الناضج ,أو بالدراية والدرس والكشف والتحليل والبحث والتدقيق .

فالتربية هي الوسيلة الأساسية لإصلاح  البشرية والنهوض بالأفراد والرقي بالأمم ,وهي الوسيلة الضرورية لتكوين الفرد من أجل ذاته ,وتكوينه تكوينا اجتماعيا ,وهي التي تجعل الفرد أداة سعادة لنفسه ولغيره.

ولقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم : (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه..............)الحديث.
والطفل يولد كالصفحة البيضاء تخط فيه الطبيعة ما تشاء (كما يقول بعض الفلاسفة).

ولقد ثبت تجريبيا أن الطفل يتأثر بأبويه شديد التأثر , ويرى فيهم المثل الأعلى , ويلتقط عنهم كل التصرفات ويقلدهم في كل ما يصدر عنهم .
ومن هذا المنطلق تتضح أهمية الرقابة الأبوية لسلوك الآباء أولا ثم الأبناء ثانيا ,فهذه الرقابة بطبيعة الحال تسهم إسهاما كبيرا في تكوين الطفل تكوينا سليما وتجعله العنصر المراهن عليه في المستقبل  والذي يمكن أن يحمل اللواء التنموي ويدفع بعجلته إلى الأمام ,ويصون ما تم اكتسابه بتسيير عادل وناضج يدعم الديمومة والاستمرار والتعايش والاستقرار.........يتواصل بإذن الله.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق