السبت، 27 ديسمبر 2014

مسابقة الصحة بين الوساطة والاختلاس


ليس منا إلا ويرغب في أن تكون في مستشفياتنا ومراكزنا الصحية وغيرها طواقم طبية مؤهلة لأداء تلك المهمة النبيلة والضرورية المنوطة بها إلى أقصى حد والتي تتمثل في الرعاية والصحة وإنقاذ الأرواح البشرية من الأمراض والأوبئة ، ومع هذه الرغبة الجامحة ليس منا واحد ـ إلا من رحم ربك ـ إلا وسيسعى جاهدا إلى أن يكون هو أو يكون أخوه أو أبنه أو قريب له ممرضا حتى ولو كان على يقين من أن هذا الشخص غير مؤهل للمهمة التي سيوكل بها .
إنه مما يؤسف ويحز في النفس أن تكون المسابقة التي تنظمها مدارس الصحة في عموم موريتانيا هي ميدان لإظهار الجاه من جهة والقدرة على الاختلاس من جهة أخرى بدل أن تكون ميدانها للتباري في مجال المعارف والمهارات حتى يتم انتقاء لجنة لها القدرة على العمل الناجح .
وإنه مما لا شك فيه أن ما ستفرزه تلك المسابقة التي تتخذ من الوساطة والاختلاس أداة لاختيار من سيسهرون على صحة المواطنين هو جيل من المُمْرِضِينَ (بتسكين الميم وكسر الراء ) الذين ليس لهم هَمٌ سوى الحصول على منافع مادية وبأي ثمن ولا يسعون في الصحة إلا فسادا .
فيا أيها القائمون على مسابقة الصحة لقد آن لكم أن تتقوا الله في أنفسكم وفي هذا الشعب الضعيف المغلوب على نفسه بفعل وجاهة الوجهاء ووساطة الوسطاء ومهارة المختلسين وتخلي أولئك المسؤولين عن أداء واجبهم بما يمليه الدين والأخلاق والضمير .

محمد محمود ولد العتيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق