الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

التعليم ينتظر ...!؟ أحمد ولد بدو







عرف قطاع التعليم في موريتانيا من لدن الحكومات المتعاقبة منذ فجر الاستقلال إلى اليوم ، أي على امتداد أكثر من نصف قرن، عدة إصلاحات، تعاقبت بتعاقب الحقب الزمانية والأجيال المتوالية ، فاتخذت قرارات واختيارات وفق تصورات هذه الأنظمة سواء المدني منها أو العسكري دون الوضع في الحسبان أن القضية ليست مجرد أمر يصدر فقط بقدرما هو إصرار وتضحية على تطبيق برنامج تربوي قادر على النهوض بمجتمع عرف بحب العلم والتعلم إلى مصاف الأمم التي استطاعت أن تعطي صورة مشرقة  للعالم الخارجي في احترام العلم والقائمين عليه ...!

يقول مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا اللأسبق إنه خصص ثلث ميزانية بلاده لإصلاح أوضاع التعليم والقائمين عليه يقول " كنت ادرك جيدا انه لا تستطيع أمة أن تحقق تقدما سياسيا أو اقتصاديا أو إجتماعيا إلا بجعل العلم والقائمين عليه في مقدمة قطار التنمية "  وفعلا كانت النتيجة ان تحولت بلاده من دولة تعتمد على إنتاج المواد الأولية إلى دولة صناعية خلال ظرف زمني وجيز.

إن الجديد هذه المرة هو إعلان أعلى سلطة في البلاد ان هذا العام سيكون عاما  للتعليم شيء جديد لطالما أنتظرته الأسرة التربوية بشكل عام ، وعد فعلا إذا  جسد على أرض الواقع سيسهم بشكل كبير في التخفيف من التحديات التي يواجهها المدرس نفسه ومايرتبط بها من مشاكل سواء التربوي  منها ،الذي تعاني منه المناهج ، أو الذاتي الذي يعاني منها التكوين ، مما  يؤدي بطبيعة الحال  إلى فشل هذه الإصلاحات دون تحقيق المنتظر منها على الساحة التربوية والتكوينية، الأمر الذي انعكس سلبا على جميع الأصعدة،  الاجتماعية والاقتصادية ، وغيرها. حيث إن أي متتبع أو متفحص لهذه الإصلاحات، يلمس بكل بساطة مجموعة من الاختلالات، دائما ماتكون السبب في فشلها في النهاية ...!?

لا أتحدث هنا بإعتباري كاتبا وجد في التعليم إحدى مواده للكتابة الصحفية  ، بل انطلاقا من تجربة شخصية في مجال التعليم انتقلت خلالها كمدرس في هذه الربوع  ، مامكنني من الوقوف على بعض الأبعاد السياسية والاجتماعية لهذا القطاع .

إن المدرس لايبخل بجهده في إنجاز الرسالة النبيلة التي يقوم بها  ، بل يتحمل الصعاب في أكثر الأحيان لتمكين المنظومة التعليمية من القيام بمهمتها الأساسية  ، فالمدرس فاعل اجتماعي له القدرة والمقدرة على الإسهام الإيجابي في صيغ مجتمع الحداثة والمعرفة الديمقراطية الحقة في مجتمع تحترم فيه حقوق الإنسان وخاصة إذما توفرت له البيئة الصحيحة ونظر إليه نظرة سليمة وأعيد له الإعتبار المفقود وقدم له الدعم المناسب .

وأخيرا تحية وقار وإخلاص وتحية تقدير وإعتزاز إلى كل المدرسين والمدرسات سواءا منهم الذين انهو مشوارهم المهني أو الذين لازالو يزاولون مهامهم في ظروف صعبة
وفقنا الله جميعا لما فيه خير للأسرة التعليمية وانه على مايشاء قدير وبالإجابة جدير وإنه نعم المولى ونعم النصير.


 أحمد ولد بدو استاذ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق