الجمعة، 12 ديسمبر 2014

ندوة تبحث "تعميم التعليم من أجل مدرسة جمهورية"

نظمت الأمانة التنفيذية المكلفة بالتعليم في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية (الحاكم) برئاسة الأمينة التنفيذية أمتها منت الحاج ندوة تحت عنوان "تعميم التعليم من أجل مدرسة جمهورية" وذلك مساء أمس الخميس بدار الشباب القديمة وسط حضور مكثف للأسرة التعليمية وخاصة أعضاء أمانة التعليم في الحزب.

وتأتي الندوة بمناسبة إعلان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خلال خطابه الموجه الى الشعب في الذكرى الرابعة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني عن قراره بجعل سنة 2015م سنة للتعليم،
ترأس هذه الندوة رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الأستاذ سيدي محمد ولد محم وبحضور نائبيه على التوالي محمد أجيه ولد سيداتي ، وعضو الجمعية الوطنية النائب خديجة ممدُ جللٌ ، والوزير الأمين العام للحزب عمر ولد معط الله، والأمين العام المساعد للحزب محمد ولد حنين، والأمينة الاتحادية على مستوى نواكشوط1 السيدة مدينه جاه، ووزراء التهذيب، والتكوين المهني، والشؤون الإسلامية، والشؤون الاجتماعية والأسرة، بوصفهم المعنيين بالتعليم بجميع مراحله.
JPG - 189.9 كيلوبايت
كانت البداية بالقرآن الكريم ثم بكلمة ترحيبية مع الأمينة الاتحادية على مستوى نواكشوط1 السيدة : مدينه جاه ، بعدها كلمة رئيسة أمانة التعليم بحزب الاتحاد السيدة أمتها منت الحاج التي استعرضت فيها دواعي تنظيم هذه الندوة والسياق الزمني والموضوعي الذي يكتنفها، وما يوليه حزب الاتحاد من اهتمام لإصلاح ميدان التعليم بوصفه القاعدة الحقيقية لبناء مجتمع موريتاني معاصر وقادر على رفع تحديات المستقبل من خلال إنتاج أجيال موريتانية واثقة من نفسها وقادرة على صيانة المكانة العلمية والفكرية والثقافية التي تحتلها البلاد، كما ثمنت إعلان رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز سنة 2015 سنة خاصة بالتعليم قائلة إن ذلك يعتبر دليلا ساطعا على اهتمامه بالإنسان الموريتاني وبمكانة البلد حاضرا ومستقبلا، كما قالت إن أمانتها التنفيذية ككل هيئات الحزب تضع نفسها في خدمة تكريس أهداف هذا الإعلان الهام.
بعد ذلك أستمع الحضور إلى محاضرة شاملة للدكتور سيدي عبدُ الله ولد المحبوبي، تطرق فيها الى المراحل التي مر بها التعليم والإصلاحات التي تمت فيه خلال السنوات الماضية من عمر الدولة، والاهتمام بإصلاحه، حيث ذكر أن حزب الاتحاد كان سباقا الى ذلك دائما، مضيفا بعض الاقتراحات التي يراها ضرورية لإصلاح التعليم .
وقد عقب على هذه المحاضرة العديد من الدكاترة والأساتذة بدء بالأمناء التنفيذيين الشيخ بوميه ولد أبياه مستشار رئيس الجمهورية، والسيد يرب ولد اسغير، مرورا بالأساتذة محمد المختار ولد سدين، الحسن انجيدا، سيد احمد ولد أيوه، عن التكوين المهني، والكحل منت آكجيل التي ركزت على عجز الأنظمة السابقة عن التعامل مع التراكمات، والعجز الحاصل في القطاع، وثمنت القرار الشجاع الذي يضاف إلى كل القرارات الوطنية التي يعلن عنها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز من حين لآخر منذ توليه زمام الأمور في البلد.
ــ وبهذه المناسبة وجه رئيس حزب الاتحاد الأستاذ سيدي محمد ولد محم كلمة الى المشاركين في الندوة هذا نصها : " أشكركم جميعا على إسهاماتكم في الندوة وما قد متموه من آراء وأؤكد على كل المثل التي طرحتم ، وأهمية التعليم ودوره في النهوض بالنمو وفي التاريخ الموريتاني تحديدا، وإسهامات أجدادنا ومحاظرنا عبر التاريخ إذ عرف بلدنا بالعلم أولا حيث تنتشر المحاضر في بوادينا وحواضرنا على مر العصور، في شنقيط ، ووادان ، وتيشيت ، وولاته، وفوتا تورو، وجهود علمائنا الأجلاء من مختلف القبائل الموريتانية ومختلف أعراقها وطوائفها الذين ساهموا كلهم مساهمة كبيرة في بناء الحضارة الإنسانية على العموم والإسلامية والعربية، فحملوا مشاعل العلم في كل الاتجاهات ، في كل بلدة ، فها هو ميراثهم اليوم بين أيديكم وعليكم حمله وكذلك التنافس في المواطن الدولية بين الأمم لتقدموا ما لم يقدمه الآخرون ، وتأخذوا تجارب الآخرين وتتجاوزها وتأكدون أنكم في مسابقة ومنافسة دولية موضوعها الأول هو العلم ، التقدم ، التكنولوجيا والمعرفة" .
وأضاف رئيس الحزب قائلا :"لاشك أن البعض يستنقص ـ وله الحق ـ ولكن أنبه على أن الأمر ليس بالدرجة التي يتصورون، لو نظرنا الى الموضوع من زاوية أخرى حيث كان يقال أن التعليم جيد في تلك الفترة التي كان يكفي فيها القليل من المواد النحو، الصرف ، التاريخ ، العلوم هذا القليل كان يخرج الإنسان الى قمة الثقافة والمعرفة , وهذا اليوم لا يكفي تلميذا في الابتدائية، لأن حصيلة المعرفة زادت بكثير وأصبحنا بحاجة الى مزيد من التحصيل ، فالمعلم في السابق كان يكفيه أن يتقن نشيدأ أو اثنين ويكون عنده إلمام بمبادئ التاريخ ، والجغرافيا ، والحساب ، والعلوم ، وبعض المحفوظات , فاليوم التلميذ يدخل المدرسة وعنده هاتف وربما كومبيوتر، وبالتالي قد تجاوز هذه المراحل لأنه حصل الكثير من المعلومات ، ولهذا ازداد العبء على الأستاذ والمعلم والمربي أكثر فأكثر، لأن عليهم تلبية حاجيات جيل تضاعفت على حاجيات الجيل السابق عشرات المرات ، مع هذا عليه تكوين أجيال ستدخل في منافسة مع العالم أجمع كما سبق وأن قلت لكم مسابقة مع شعوب مستوياتها العلمية والتكنولوجية والمعرفية مرتفعة بصفة عامة وبالتالي هذا هو مكمن العبء على المربي والمدرسة الموريتانية الى جانب إشكالية الاندماج بين جميع المكونات، لذلك أنا كنت حريصا اليوم على أن كل الوزراء المعنيين بالتعليم بدء بوزارة الشؤون الاجتماعية المعنية بالحضانة ، ووزارة التهذيب المعنية بالمدرسة الوطنية ، الى وزارة الشؤون الإسلامية التي هي المشرفة على التعليم المحظري ، إلى وزارة التكوين المهني التي تتبع لها قطاعات التكوين المهني الى وزارة التعليم العالي لتكتمل الصورة، هذه المكونات والاندماج بينها في سياق تعليم الإنسان الموريتاني يمكن أن تؤخذ كلها ويتم دمجها في إطار مقاربة خاصة بنا نحن تحقق كل هذه الأهداف" .
من جهة أخرى قال الأستاذ سيدي محمد ولد محم نحن على يقين كما ذكر بعض الإخوة أن إعلان سنة 2015 سنة تعليم كما أراد ذلك رئيس الجمهورية الرئيس المؤسس للحزب لم يأت من فراغ، بل لكي نعلن عن سنة تعليم لا يفصلنا عنها سوى شهر واحد يفيد بأن هناك أرضية صالحة معدة سلفا لتطبيق هذا الإعلان، فهناك انجازات تمت بالفعل في هذا المجال سنبني عليها ونعطي الموضوع اهتماما وأولوية أكبر من اهتماماتنا بالعمل الوطني بصفة عامة، فنحن في الحزب ثقتنا بالوزراء مطلقة ونحن على علم بكفاءاتهم وندرك أنها كفاءات حزبية ووطنية وهم قادرون على صياغة هذه الإستراتيجيات وترجمة ما يريده فخامة رئيس الجمهورية الرئيس المؤسس للحزب من هذا المشروع ولهم القدرة على تجسيده على أرض الواقع ، مع ذلك أراد الحزب أن يواكب ويساهم ويقدم نقدا أولا ورأيا واستشارة، وأن يواكب العملية ، وأشكركم على حضوركم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله .
نشير الى أن هذه الندوة تخللتها بعض المداخلات الشعرية المثمنة للقرار والواعدة بغد أفضل لقطاع التعليم في البلد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق