الخميس، 13 نوفمبر 2014

مُرَبِي الْأَجْيَالْ بين صعوبة السكن وغلاء المعيشة

في الوقت الذي من المفترض أن يكون المعلم في ظروف لائقة بمكانته ورسالته النبيلة , يستيقظ كل يوم على واقع مرير مليء بالظروف الصعبة والمجحفة بحقه , ذلك أن راتبه لا يكفي لسد أدنى متطلبات الحياة لرجل أعَزَبٍ أو امرأة عَزْبَاء أحرى أن يسد حاجيات أسرة مرموقة؟
هكذا إذا يعيش المُعَلِمُ الموريتاني بين مطرقة غلاء المعيشة وسندان صعوبات السكن في ظروف قاسية لا يستطيع معها المواءمة بين سد رمق أسرته و أداء رسالته التربوية , ولعل الواقع المتردي للتعليم ناتج بالدرجة الأولى عن إهمالنا المادي للمعلم وتركه فريسة لشرود الذهن , ونوبات من الصداع تنتابه من حين لآخر ناجمة عن ما يتنازعه من هم المعيشة ومكابدة الشؤون الأسرية التي تقع تحت مسؤوليته ليس أدناها الغذاء والدواء بل تتعداهما إلى عجزه عن توفير السكن اللائق بمكانته العلمية ومسؤولياته الاجتماعية .
وإذا افترضنا في الخيال أن معلما حصل على قطعة أرضية ,لكن قد يقضي حياته في محاولة بنائها نظرا لضعف راتبه الذي أنهكته فواتير الماء والكهرباء و كراء السكن وطحنه طحنا ارتفاع أسعار المواد الغذائية والدوائية وربما اصابته ضربة قاضية في الأعياد والمناسبات الاجتماعية فتتركه قاعا صفصفا , بل قد يسقط في شراك الديون التي تنهش راتبه من حين لآخر
تجمع سابق للمعلمين في ازويراتتجمع سابق للمعلمين في ازويرات.
فكيف نطلب من المعلم أن يؤدي وظيفته بكل التزام ونحن ننظر إليه نظرة مادية بحته ونضعه في الحضيض؟
تلك إذا هي معوقات التربية في البلد فلا يمكن أن نهمل مربي الأجيال ونطلب منه تكوين أجيال مواكبة للتعليم العالمي المتقدم بغض النظر عن واقعه الصعب !
إن الدول المتقدمة كاليابان وألمانيا لم تتقدم إلا بعد أن وضعت المعلم فوق رؤوس كل الموظفين من حيث الراتب المحترم والسكن اللائق ,فإلى متى يبحث المعلم في بلدنا عن عمل إضافي لتغطية عجزه المادي ويلجأ إلى مجالات قد تشوش تفكيره التربوي بل قد تدخله في متاهات بعيدة كل البعد عن التعليم.
والسؤال الذي يمليه علينا الضمير الحي الذي يستشعر خطورة إهمال وضعية المعلم المادية هو :ألم يحن الوقت لنعطي المعلم الموريتاني راتبا محترما وسكنا لائقا لكي يتفرغ ذهنه لتعليم أبنائنا ؟
/ محمد ولد احمدو سالم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق