السبت، 28 فبراير 2015

لماذا تتجاهل التلفزة الوطنية المدارس التي تكاد تنهار على رؤوس التلاميذ




قام فريق من التلفزة الموريتانية خلال الأسبوع الماضي بجولة استكشافية داخل مدينة كيفه للاطلاع على أوضاع بعض المصالح بالمدينة ومن بينها المدارس ، الأمر الذي جعل السكان يستبشرون خيرا واعتبروها لفتتة كريمة من وسائل الاعلام الرسمية لكشف بعض المشاكل التي تعاني منها المصالح الخدمية التي تمس حياة السكان كالتعليم والصحة المياه والكهرباء مثلا كما كان الجميع يتوقع من هذه المؤسسة الاعلامية الضيفة أن تعد تقريرا عن حالة السوق وعن مستوى نظافة المدينة غير أن البعض الآخر اعتبرها تدخل فقط في إطار حملات اعلامية اعتادت وسائل الاعلام الرسمية أن تقوم بها كلما تم الاعلان عن زيارة يقوم بها رئيس الجمهورية وبالتالي لا تريد كشف الكثير خشية أن تعكر ذلك صفو الزيارة الأمر الذي جعها تتجاهل واقع المدارس بشكل متعمد واختزالها في لقطات محددة لحاجة في نفس يعقوب .
لنرى الفرق بين تقرير وكالة كيفه للأنباء الذي أعدته في وقت سابق وتقرير التلفزة الموريتانية خلال الاسبوع الماضي :
لم تكن المدارس الأساسية بولاية لعصابة إلا برهانا ساطعا على ما يعيشه هذا القطاع من سوء شهد به القاصي والداني لم يتوقف عند حد البني التحتية فحسب بل شمل البرامج والخطط التربوية التي تطبعها الارتجالية وسوء الإشراف والاكتتاب المباشر للمدرسين بطريقة زبونيه فضلا عن اللامبالاة بالكادر البشري .
إن السياسة التدميرية التي تنتهجها السلطات المتعاقبة على سدة الحكم في هذا البلد هي التي أدت إلى ماءال إليه التعليم في بلدنا من فساد لهذا القطاع الحيوي والحساس الذي ترتكز عليه أي تنمية .
فكم من خطط تم إبرامها ورصد التمويلات الطائلة لها دون إشراف ومتابعة تنتهي في نهاية المطاف إلى مجرد عملية فصل أوربط للوزارة المعنية بالتربية والتعليم ذات الهدف الواحد .
من خلال هذه النظرة العامة حول التعليم في بلدنا أردنا أن نسلط الضوء على الوضعية المزرية التي تكتنف البنى التحتية للمدارس الأساسية في ولاية لعصابة التي توجد في وضعية سيئة فالزائر لها يخيل إليه أنها رسوم من عهد الكنعانيين , مباني متهالكة أكل عليها الدهر وشرب محاطة بأسوار من الأوساخ والجيف جلها يفتقد الماء الشروب والكهرباء ومرافق قضاء الحاجة فضلا عن قاعات الدراسة والمقاعد والمكتبات والمخازن في وقت بنيت فيه تلك المدارس في ظروف خاصة تمنح فيها الصفقات على أسس زبونيه دون مراعاة أبسط المعايير الموضوعية والفنية مما جعلها تستلم من طرف المقاولين عليها في وضعية تختلف كل الاختلاف عن المعايير الفنية المطلوبة مقابل رشاوى تدخل جيوب الجهات المشرفة على أشغالها على الرغم من حجم الغلاف المالي الذي يتم رصده لبناء تلك المدارس والمعايير التي رسمت من أجل أن تتبع دون عناية , فكثير من هذه المدارس يصمم ويمول طبقا لمعايير حديثة تشمل حائط و حجرات عديدة للدراسة ومكتب وحتى في بعض الأحيان سكن لمدير المدرسة ومراقبها مع التجهيزات الضرورية المطلوبة من طاولات ومكاتب وماء شروب وكهرباء .... لكن الواقع يكون عكس ذلك , حجرات غير كافية لا تتعدى صلاحيتها الأيام الأولى من الاستخدام بعد" التنزيل " جلها مسقف بالصفيح في ولاية تفوق درجة الحرارة فيها في بعض الأحيان 50 درجة أما الباقي فلا يتحقق منه سوى نسبة 2% في أحسن الأحوال شأنها شأن كافة المباني والمنشآت التي تمنح الدولة صفقاتها بالتراضي .
يجدر بالذكر أن الدولة تكاد تكون قد تخلت عن مع قلة الميزانيات المخصصة لترميمها. لتبقى بقية اللعبة في أيدي من يوكل إليهم الترميم والصيانة ( البلدية , الهيآت المانحة... ) التي تتمالأ بدورها مع الجهات ذات الصلة حتى يتم تبريرهاعلى الأوراق دون أن تستفيد منها الجهات المستهدفة .
بهذه الطريقة يهدر المال العام دون عناية عن طريق سوء التسيير, سواء تعلق الأمر بالأشخاص أو المباني ففي الوقت الذي تكتظ المدارس في المدينة بالتلاميذ وتفتقد للحجرات الدراسية توجد البنايات المدرسية في الأرياف كمخازن للقرى بلا تلاميذ وفي بعض الأحيان بلا معلمين .
هذه نماذج من المدارس :
ـ مدرسة تكانت 12كلم شرق مدينة كيفه على طريق الأمل توجد في عريش منذ افتتاحها .
- مدرسة العجله في عريش
ـ مدرسة علي خربة منذ عهد بعيد والآن تنهار على رؤوس التلاميذ
ـ مدرسة صلاح الدين بمدينة كيفه خربة .
ـ مدرسة البر والإحسان بقلب المدينة ومن أوائل المدارس بالمدينة تم إنشاؤها سنة 1966
وهي التي افتتحت فيها أول إعدادية بالولاية , هل تصدقون بأنها مؤجرة منذ ذلك العهد ..!
ـ مدرسة صونا دير بقلب المدينة مدرسة مكتملة ومؤجرة بالكامل .
ـ مدرسة السعادة بقلب المدينة بعض أقسامها مؤجر .
ـ مدرسة العنكار بقلب المدينة بعض أقسامها مؤجر .
-  مدرسة امصيكيلة بقلب المدينة مؤجرة بالكامل .
المدرسة الوحيدة التي سينجوا تلاميذتها من أن تنهار على رؤوسهم هي المدرسة رقم 1 التي بناها الفرنسيون قبل أكثر من قرن!
في هذه الظروف يرتاد تلك المدارس معلمون غير راضين عن حالهم وطلبة لايحسنون القراءة ولا الكتابة .
فهل يسعى المدير الجديد لرفع التحدي ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق