الأحد، 20 ديسمبر 2015

اللغة العربية في موريتانيا رسمية دستوريا وغائبة إداريا!

حضور طاغٍ في الشارع وأحاديثِ غالبيةِ الناس، وغيابٌ شبه كاملٍ في الوثائق الرسمية والمعاملات الإدارية.. ترسيم في الدستور، وتهميش في التعليم.واقع يعكس حال لغة الضاد في موريتانيا، وعنوان جدل لا يكاد يهدأ حتى يتجدد، وحين يطل اليوم العالمي للغة العربيةيقفز إلى الواجهة صراع التعريب والتفرنس، في بلد ظل التعاطي فيه مع القضية اللغوية عنوان تجاذب سياسي،يقترب أحيانا من التمايز العرقي بين مكوناته.فمنذ الاستقلال، ارتدى التعريب عباءة السياسة، فكان مطلبا للحركات المؤدلجة في عمومها، بينما رفضته النخبة المكونة بالمدارس الفرنسية، واعتبرته وسيلة لإقصاء وتهميش أطر المجموعة الزنجية.
وبعد مرور أكثر من خمسة عقود على الاستقلال، ومُضِيِّ قرابة ربعقرن على اعتماد العربية لغة رسمية بنص الدستور، لا تزال الفرنسية حاضرة بقوة في الوثائق والعمل الإداري اليومي، ومسيطرة إلى حد كبيرعلى المناهج التربوية.
طغيـان الفرنسية
وباستثناء قطاعين حكوميين أو ثلاثة، لا تزال المراسلات والتقارير الإدارية في أغلبها تحرر بالفرنسية، وفي البرلمان يتدخل بعض النواب والوزراء في الجلسات العلنية بالفرنسية، وحين يتدخل نواب بالعربية تتم ترجمتها إلى الفرنسية بشكل فوري وإجباري.
وفي المجال التربوي، تبدو الفرنسية في موريتانيا سيدة الموقف من حيث التوقيت وعدد وطبيعة المواد التي تدرس بها، فالتدريس بالعربية يقتصر على مواد العلوم الإنسانية، بينما تدرس المواد العلمية بالفرنسية.ووفق خبراء بالمفتشية العامة للتعليم، فإن الإصلاح التربوي الذي صدر سنة 1999 أعطى سيطرة مطلقة للفرنسية بالمناهج التربوية، فعدد الساعات التي يتعلمها التلميذ بالفرنسية في مختلف مراحل التعليم تفوق تلك التي يتعلمها بالعربية.
ويرى كثيرون نوعا من الغرابة والمفارقة في رسميةاللغة العربيةبنص الدستور، وسيطرة الفرنسية على واقع الحياة العملية والتربوية، ويعزوا كثيرون ذلك إلى غياب إرادة جادة لوضع النص الدستوري موضع التنفيذ.
ويقول رئيس “جمعية الضاد للدفاع عن اللغة العربية” الشاعر الناجي محمد لمـام إنه “لا توجدعوائق يعتد بها أمام تفعيل دور اللغة العربية الوطني، وكل مافي الأمر أن الموضوع يتطلب اتخاذ قرار بتفعيل النص الدستوري”
 

الجزيرة 
دعا الدكتور ناجي محمد لمام رئيس جمعية الضاد لنشر اللغة العربية إلى العناية باللهجة الحسانية والرفع من شأنها باعتبارها البنت البرة للفصحاء.
وطالب الدكتور ناجي خلال افتتاح ندوة لمنتدى الآداب والمعارف بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية –بكتابة الحسانية بحروف عربية معربا عن استعداد جمعيته لتمويل ورعاية أي جهود تصب في هذا المجال.
وشدد على ضرورة الإسراع في تفعيل ترسيم اللغة العربية كلغة رسمية للبلاد مما يعني أن تكون كل المراسلات الإدارية والفواتير بهذه اللغة وليس باللغة الفرنسية.
وتناول الدكتور ناجي في ختام مداخلته أهمية البحث عن حلول لبعض مشاكل اللغة العربية والتي لا زالت تعيق سهولة تعلمها وتعليمها من قبيل شكل الحروف والفراغات وضرورة تبسيط قواعد النحو والصرف والإملاء وأن نشعر بالتسامح مع من يخطئ من متعلمي هذه اللغة فنسمعهم يكسرون اللغة حتى يتعلموها.
وحول أولى مداخلات الندوة عن مداخلات حول محاولات التجديد عند شعراء الحسانية قال الباحث محمد الأمين ولد لكوري إن مظاهر التجديد التقفية في الشعر اللهجي وكذا استعمال ما يعرف با"لمكلع " مع إدخال شعر التفعيلة في النظام الإيقاعي الحساني مقدما نماذج لهذه المظاهر فيما اعتبر الباحث أحمدو ولد الشاش إن اللهجة الحسانية مرت بثلاث مراحل : أولاها كان حضور الفصحى فيها واضحا بفعل عوامل البداوة ، والثانية كان التأثر فيها باللغة البربرية خاصة في مسميات الأماكن فيما ظهر التأثر باللغة الفرنسية بعد دخول المستعمر خاصة في المستحدثات العصرية .
أما الباحث بودربالة ولد البخاري فقد شرح في مداخلته بالندوة تجربته في إدخال شعر التفعيلة في الشعر الحساني مبديا وجهة نظره في تطوير الايقاع الشعري وحتى في تعريف الشعر وقدم نماذج على هذا النمط الحديث من الشعر الحساني.
الندوة التي عقدت ليل البارحة السبت بالمتحف الوطني عقب عليها أكاديميون وباحثون في الأدب العربي والنقد وشعراء بالفصحى والعامية.
- See more at: http://essirage.net/node/4243#sthash.5giPeS4m.dpuf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق