الاثنين، 24 نوفمبر 2025
حول لقاء الرئيس بالمؤتمرين الشباب (مقال)
خلال حفل بهيج في ليلة مشهودة من ليالي شهر الحرية والانعتاق الوطني، وبمشاركة 1300شاب؛ أشرف فخامة رئيس الجمهورية على المؤتمر الوطني لتمكين الشباب...
كانت الصورة ناصعة وملامح المشهد واضحة، مضيئة، متلألئة وبراقة.
في هذه الليلة التي ستكون علامة فارقة في تاريخ البلاد بتأسيسها لمرحلة جديدة من طيب وجدوائية العلاقة بين القيادة الوطنية والشباب بوصفه اهم الطاقات الحية، الذكية، المتحركة.
لقد أكد فخامة رئيس الجمهورية في غيرما مناسبة أن هذه المأمورية التي نحن في إحدى لياليها المضيئة؛ مأمورية الشباب ومن الشباب وإلى الشباب، وهنا نقف صدقا على أفعال زكية تصدق أقوالا مشهودة.
في هذه الليلة الاستثنائية سلم فخامة رئيس الجمهورية لأصحاب المبادرات الشبابية الأكثر ابتكارا وتميزا في ثلاث مجالات كبيرة هي: المبادرات والمشاريع التي تعزز تمكين الشباب، المشاربع الصغرى والمتوسطة، مبادرات الخدمة المدنية، وطبعا كانت هذه المجالات تشكل مضمار التنافس، وكان المكرمون هم الأفضل في هذا السباق والتنافس، وكانت الجوائز المقدمة جوائر ذات قيمة مادية كبيرة واعتبار معنوي عريض، وفي الكلمة الفصل التي توج بها فخامة رئيس الجمهورية هذا الحفل بإطلاقه مشاريع كبرى وقرارات فريدة، كانت كل جملة في هذه الكلمة الموفقة ذات دلالة وطنية خالصة وعمق استراتيجي كبير، حيث جدد فخامة الرئيس دعوته للشباب إلى الإقبال على التكوين التخصصي، والتعليم المتقن، والعمل الجاد، كي لا تظل آلاف فرص العمل المتاحة والمتجددة في بلادنا ضائعة كما كانت، فالمشاريع الوطنية والبرامج المصاحبة مافتئت حسب إقرار رئيس الجمهورية توفر هكذا فرص.
وأكد فخامة الرئيس أن الحكومة عملت على تبسيط الإجراءات وتنويع آليات الدعم المؤسسي لصالح مختلف الفئات الشبابية وخاصة تلك التي تعاني الغبن والهشاسة، مما يعزز قدرة هذا الصنف على الصمود ومواجهة التحدي لضمان مشاركتهم الفعالة في بناء الوطن.
وذكر فخامة الرئيس أن الحكومة قامت بدعم وتأهيل عشرات آلاف الشباب من أجل تمكينهم من ولوج سوق العمل بقدرة وتمكن، ومن خلال تمويل مشاريع مدرة للدخل؛ يحصل نداها في الامد القريب أو المتوسط، وكذا فتح مجال المساعدة والدعم التام أمام المبادرات الشبابية بكل أشكالها.
ومن جملة القرارات التي افصح عنها فخامة رئيس الجمهورية وأصبح العمل بمقتضاها يأخذ قوته القانونية بوصفه يؤسس لمراسيم ملزمة النفاذ، وعلى إثر ذلك تقرر تصريحا لا تلميحا:
- إنشاء جهاز مؤسسي للتشاور الشبابي على المستوى المحلي لإشراك الشباب في تحديد أولويات التنمية بمناطقهم.
-تحويل صلاحيات المجلس الأعلى للشباب إلى هيئة فنية جديدة تتولى التنسيق الوطني لآليات التشاور الشبابي.
- رفع ميزانية صندوق التشغيل لدعم أكبر عدد من المشاريع الشبابية.
اكتتاب ثلاثة آلاف موظف جديد لتوفير فرص عمل فورية للشباب المؤهلين.
توفير ثلاثين ألف فرصة عمل خلال عامين عبر تنسيق التشغيل في قطاعات الزراعة، الصيد، التنمية الحيوانية، التعدين، الطاقة، وهذا ممكن جدا، وسهل التحقق في آجاله إذا ما وجدت الإرادة الصادقة، والنية الحسنة والجهد المبارك والمواظبة الدائمة.
- تعزيز فرص العمل الذاتي للشباب الهش من خلال ربط التكوين المهني ببرامج التمويل.
-فتح سبعة آلاف فرصة تطوع جديدة ضمن الخدمة المدنية لاكتساب المهارات المهنية وخدمة الوطن.
-إطلاق مشاريع رياضية كبرى تشمل إنشاء مائة ملعب رياضي صغير، وإنشاء ملعب دولي سعته خمسة وعشرون ألف متفرج.
كل هذه القرارت تتنزل في صميم الأهمية ويعول على صداها في قابل الأيام مما يجعلنا نشيد بكل من كان له دور في اقتراحها أو اعتمادها، وهنا لا يمكن أن نغفل عن دور مستشاري فخامة الرئيس الذين يستعين بهم وتستنير الحكومة بمضيء أفكارهم؛ سواء كانوا مستشارين بالتسمية والتوظيف أو بالطبيعة والتكييف، إذ لا تخفى على ذي لب وبصيرة بصمات أقرب المستشارين المعنويين لفخامة رئيس الجمهورية ممثلا ذلك في السيدة الأولى خصوصا ومدير ديوان رئيس الجمهورية تحديدا، ومن خلال الحماس الذي لا يخطئه لحظ متابع لمختلف فقرات الحفل، ومدى التفاعل الكبير الذي ظهرت به السيدة الأولى وسعادتها بكل مستجداته التي كانت كلها إيجابية أدخلت السرور على الحاضرين والمتابعين؛ من تابع ذلك يدرك بجلاء أن السيدة الأولى كانت من أهم مهندسي هذا التوجه الذي توج بهذا الحفل إن لم تكن هي عرابه بدون منازع؛ وقديما قيل: محيا المرء أصدق ترجمان على كنه المغيب في الفؤاد.
فهنيئا لكل شباب الوطن فهم مكرمون جميعا، وبهذه الخطوة التي ستكون سنة حميدة متجددة تجدد السنين والأزمان سنسعد معهم جميعا ونعيش زهو اللحظات وننتشي بندى المنجزات.
الخميس، 13 نوفمبر 2025
الرسائل الندية من خطابات رئيس الجمهورية/ عثمان جدو (مقال)
أ
تكتسي الزيارة التي يؤديها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أهمية كبرى لما تحمله من دلالات وطنية وأبعاد تنموية.
فلقد كشفت هذه الزيارة أولا وقبل كل شيء عن نبل المواطن الموريتاني البسيط المرابط في أدغال موريتانيا الأعماق، حيث ذابت الشرائحية، وبُهِتَ المتلونون بتلاحم الشعب الموريتاني خلف هدف واحد، وانتظام المواطنين في طوابير الاستقبال دون تمايز، همهم الحاضر الوحيد استقبال فخامة رئيس الجمهورية بكامل الفرحة ووافر الترحاب، وإظهار السعادة المطلقة بذلك وبما يعلن عنه من برامج تنموية محلية عاجلة، مفصلة على كل منطقة بالتحديد الكاشف الذي يُظهر كل جزئية على حدة، مع بيان الحيز الجغرافي للتنفيذ، كل ذلك بالنقطة والفاصلة؛
وهنا لا يمكن أن نعيد كل ما قيل أو بسط كل فكرة تقدم بها صاحب الفخامة، بل حسبنا في هذا المقال التوقف مع بعض المضامين المميزة الواردة في خطابات رئيس الجمهورية كرسائل منتقاة من عموم رسائل الشرق القادمة من هذه الزيارة.
وهنا يمكن القول أن أهم الرسائل الواردة في خطابات الرئيس ما ذكره في مجالات التعليم والأمن والسياسة دون إغفال ما ذكره بخصوص تقوية الروابط الاجتماعية، والتركيز على إنجاح الحوار بوصفه يشكل منعطفا قادما يمكن من خلاله رسم لوحة البلاد بإشراقتها البهية حيث تكون أكثر نصاعة وأدوم نجاعة.
لن نتحدث هنا عن المنجز المبرمج من الطرق أو الحجرات الدراسية والمستشفيات أو الإعانات الاجتماعية وغيرها، فذلك تحصيل حاصل، وفي إعادته تكرار لا يخلو من الاجترار، ولكن سنتوقف مع الأفكار التي من شأن الحكومة أن تستوعبها كمضامين إيجابية مُلزمة، وتعمل على تجسيدها على أرض الواقع، ففخامة الرئيس لا يباشر تطبيق القرارات بنفسه لكنه يحدد ملامح الصورة، ويحدد ابعادها، ويرسم الخطوط العريضة لخريطة العمل الذي يجب إنجازه وفق آجال معلومة، ولأن كل جملة صدرت عن فخامة رئيس الجمهورية في سياق الأمر تعتبر مرسوما ملزما، تنفيذا، وتطبيقا؛ فيجب على القطاعات المعنية بهذه المضامين العمل بكل جدية على إتمام التنفيذ وفق أنجع السبل.
لقد ركَّز فخامة رئيس الجمهورية على ذكر المعلم والجندي كلاهما بخير، فأكد أن تبجيل المعلم هو الطريق السالك نحو التقدم والنجاح والنهوض الوطني الشامل، وهنا على الحكومة أن تسعى جاهدة في سبيل ذلك إلى تحسين واقع المدرس قبل كل شيء باقتراح العلاوات المجزية أكثر فأكثر؛ وتقديم مقترح لصاحب الفخامة حول زيادة الرواتب زيادة معتبرة تجعله يستطيع مواجهة ارتفاع الأسعار وإكراهات الحياة الأخرى بعزة وشموخ، ثم تتبع ذلك بما يقتضيه الإصلاح من تدعيم البنى التحتية والتمكين من وسائل العمل اللوجستية والديداكتيكية.
والحالة نفسها تنطبق على الجندي الساهر على تأمين الوطن، المرابط على الثغور، فهو المستحق علينا دون منٍّ أو أذى كل إشادة، ومن الدولة كل عناية ومساعدة، وهنا لا تكفي زيادة الرواتب فحسب؛ بل يتعدى الأمر ذلك إلى الاعتزاز بدوره وتشجيع الشباب على الالتحاق بالخطوط العسكرية، خطوط الشرف والأنفة والشموخ، وكتجسيد لذلك لا نَمَلُّ من تحسين الوضع المادي لمختلف التشكيلات العسكرية وشبه العسكرية، ثم نغمرهم بالاعتبار المعنوي الذي يجب أن يلعب فيه كل مواطن دوره كاملا؛ إجلالا لهم، وتقديرا للدور الذي يقومون به.
وهنا أقول: لولا المعلم لما كان غيره في وضعه الحسن المريح، ولولا الجندي لما بات الشبعان على أريكته مرتاح البال قرير العين.
لقد بعث فخامة رئيس الجمهورية في إحدى المحطات الأخيرة من زيارته للحوض الشرقي برسائل وطنية، سياسية تنير دروب السالكين نحو الحوار الوطني المُطِلْ؛ فذَكر المؤسسات الدستورية ومدى نجاعتها مُتسائلا عن مدى نجاعتها ومواكبتها لحاجات البلد ومتطلبات المرحلة؛ واللبيب تكفيه الإشارة، فليس الاستئناس بذكر المنظومة الانتخابية التي يتهمها المناوئون بعدم القدرة على تسيير انتخابات نزيهة ذات مصداقية، وطنيا، ودوليا أمر اعتباطي أو هو كلام بلا معنى؛ كلا، فكلام البالغين مصان عن العبث، أحرى كلامٌ لأعلى سلطة في منبر مشهود؛ تشرئب إليه أعناق العقلاء.
والحالة هذه يُقاس عليها ما قيل في ذكر مجلس الشيوخ وإن تلميحا، وما ذكر به المجلس الاقتصادي الاجتماعي وهيئة الفتوى والمظالم تحديدا وتصريحا، وكذا الجماعات المحلية والمجالس الجهوية، كل هذه المذكورات إن لم تولد مع مشاكل ومعيقات أفرغتها من حصول المقصد وإنجاز المؤمل، فهي على الأقل تُلازم كثيرا من المعيقات بفعل عوامل شتى، وبالتالي لابد من إعادة التفكير والمطارحة حيالها كي نضمن المردودية الإيجابية أو نريح كاهل الدولة من تراكم الأعباء بفعل وجودها دون نتيجة تذكر.
ختاما وبكل إيجاز وكما جرى به كلام رئيس الجمهورية؛ على النخب السياسية والثقافية أن تدرك وتعي وتستوعب؛ ثم تستثمر المواضيع الكثيرة الموجودة بين يديها، لتناقشها بكل نضج وروية، بعيدا عن التخوين، والتهويل، والتنابز الذي لا طائل من ورائه، وعلى الجميع أن يدرك أهمية اللحظة، وقيمة الفرصة، ومميزات المرحلة التي سيكون بساطها الأحمر حوارا شاملا لا يستثني راغبا ولا يمنع منه عاتبا.
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)

