الجمعة، 30 مايو 2025
فوز مرشح موريتانيا.. انتصار دبلوماسي كبير
قبل بضع سنوات خلت؛ انثال الموريتانيون زرافات ووحدانا على فخامة رئيس الجمهورية وهو إذ ذاك مرشحا لكرسي الرئاسة، اجتمعوا حوله وسماه القاصي والداني مرشح الإجماع، وطبعا من نافلة القول أن اجتماعهم لم يكن مؤداه محض الغباء ولا تراكم الفضول..
لقد التف الموريتانيون حول رئيسهم المستقبلي لجملة من الخصال الحميدة الظاهرة التي منها استئناسا لا عدا ولا حصرا هدوءه المُتَّزِن واحترامه للجميع؛ فسكن قلوبهم،ومدوا إليه أيديهم، واحْنَوا رؤوسهم، وترجموا صدق ذلك بتصويتهم الباهر له وانتخابه رئيسا للبلاد، رئيسا يشكل مرجعا ناظما لكل الخيوط الاجتماعية، ثم صوتوا له ثانيةبعد خمس سنوات من قيادته للبلاد بهدوء وكياسة، وحذاقة،ولباقة منزوعة التشنج؛ خِلْوًا من التعصب أو استغلال النفوذ ظاهرا أو باطنا، وطبعا كلنا يعرف تلازم استغلال النفوذ مع كرسي القيادة أحرى الرئاسة.
لقد انطبعت السنوات الأولى لقيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بطابع الهدوء والسكينة حتى عُدت التهدئة السياسية أهم المكاسب الوطنية حينها؛ فزاحم المعارض العتيق الموالي القديم مناصرة للرئيس ودعما لتوجهاته وقراراته، وطبعا تغيرت الخارطة السياسية وأبانت عن مشهد جديد انقبضت فيه رقعة المعارضة واتسعت رقعة الولاء والمؤازة مما أسس للوحة سياسية وطنية قلَّ فيها الصوت النشاز وإن لم ينعدم؛ لكنه انحسر وانكشفت سوءاته.
كلنا يتذكر مظالم شهيرة رُدت عن أصحابها وزال عنهم ضررها، منهم رموز في الإعلام وإخوان لهم في القضاء وغيرهم في مجالات أخرى، منهم الرفعاء، ومنهم البسطاء،اختلفوا في الصفة والمستوى، واتحدوا في الصلة والإنصاف، الإنصاف من طرف فخامة رئيس الجمهورية، ومعروف أن الإنصاف من شيم الأشراف.
لقد رأت برامج اجتماعية كثيرة النور في العهدة الرئاسية الأولى وما مضى من الثانية؛ من ذلك التأمين الصحي الذي اتجه نحو الشمولية فدخل تحت ظله مئات آلاف الأفراد والأسر، ووزعت الإعانات المالية والغذائية، طبعا قد يقول قائل إن هذا لا يكفي لمواجهة مستنقع الفقر وموجات البطالة؛ صحيح لكنه يحد من تأثيرات هذه الظواهر المتجذرةويُعين على مواجهة إكراهات الحياة الكثيرة، ويجعل من البرامج الحكومية الأخرى ذات الصلة نفعًا وجدوائية.
يضيق المقام عن ذكر كل مجال على حدة وبالتفصيل المجزي، لكن في ذكر بعض المشاريع إشارة وبشارة وكفاية لمن أراد دراية دون إنكار بعد إظهار أو إخفاء بعد التجلي، ولنا فيما أُسس له على درب إرساء دعائم المدرسة الجمهورية دعامة وتسلية؛ فهي الحاضنة المستقبلية للجوامع الوطنية، وهي مسرح تلاقي الأجيال الآمن، فبتحقق مقاصدها ستختفي الكراهية بين فئات المجتمع، وتذوب الفوارق المعرفية، والاجتماعية، والسياسية ثم الاقتصادية.
ومما يذكر ويُشاد به ما حصل من رفع قيمة للمرأة تمثيلا وتوظيفا واعتبارا.. ومن ذلك المساحة المتقدمة التي مُنِحت للشؤون الإسلامية عموما؛ إن على السيادة الوزارية أو المسابقات الإثرائية..
ومما لا شك فيه أن تهيئة مناخ الاستثمار لا تقل أهمية واعتبارا عن تهدئة الجو السياسي، فإن كان التناغم السياسي يرسي دعائم التنمية، ويزيل الحواجز والمطبات أمام المشاريع الكبرى، ويسمح بإحداث نهضة تنموية شاملة فإن تهيئة مناخ الاستثمار هي الجاذب الأول للاستثمارات الكبرى مع ما تزرعه من طمأنينة تضمن سيرورة تلك العلاقة المثمرة بين المستثمر وبيئة الاستثمار، وهنا نقف على استثمارات ضخمة تجلت داخل البيئة الموريتانية منها مثالا لا حصرا مشاريع الغاز التي تعد الأحدث وطبعا سبقها الكثير والكثير وفي مجالات شتى؛ الشيء الذي سيكون له مع مرور الوقت المردود الإيجابي الذي سينعكس بالانتعاش على واقع ومآل الوطن عموما، مما سيعزز دخل الفرد ويؤمن مقدرات الناتج القومي الوطني.
إن ما تقدم من نقاط مضيئة لم يكن له ليتجسد لولا الإرادة الصادقة لفخامة الرئيس والاتزان الأمني، الثابت والمتناسق وهو الذي يعد صمام الأمام لكل القضايا الوطنية..
إننا ندرك بجلاء أن تتويج بلادنا بفوز مرشحها برئاسة البنك الإفريقي للتنمية لم يأت اعتباطا ولا هو وليد الصدفة؛ إذ لا شيء يقع من تلقاء نفسه، ولكل أثر مؤثر، وقبل كل ثمرة أُلقيت بذرة، ولقد كان فخامة رئيس الجمهورية هو واضع البذرة الأولى لهذا الإنجاز ثم سقاها بالعلاقات الطيبة التي زرعها في نفوس القادة الأفارقة والشركاء الدوليين فآتت أكلها اليوم؛ فصار يوم الحصاد الكبير الذي تتحدث فيه كل الدول، والشعوب، والهيئات، والمنظمات عن اسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية بكل نبل وشموخ، فهنيئا لفخامة رئيس الجمهورية بهذا النجاح الذي سيبقى أثره منتشر الندى؛بالغا كل مواطن، وهنيئا للمرشح الوطني الفائز، وهنيئا للقارة الإفريقية بالكفاءات الوطنية التي تتزين بالاستقامةوالنزاهة والإخلاص وحب الخير للآخرين.
موريتانيا تحت قيادة الرئيس ولد الغزواني: نجاحات دبلوماسية واقتصادية بارزة
منذ تولي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد الحكم، بدأت موريتانيا مرحلة جديدة من التحول السياسي والنهضة الاقتصادية والانفتاح الدبلوماسي. فقد اتسمت سنوات حكمه الأولى بإرساء دعائم الاستقرار السياسي، وتبني رؤية تنموية طموحة، وانتهاج دبلوماسية نشطة أعادت البلاد إلى واجهة المشهدين الإقليمي والدولي.
توافق سياسي يعزز الاستقرار
أحد أبرز إنجازات الرئيس الغزواني يتمثل في نجاحه في تكريس مناخ سياسي هادئ قائم على التوافق والحوار، وهو ما لم يكن سائدًا في مراحل سابقة من تاريخ البلاد. تمكن من جمع طيف واسع من القوى السياسية حول رؤية وطنية جامعة، ما أسهم في تخفيف حدة الاستقطاب السياسي، وخلق بيئة مناسبة للإصلاح والتقدم. هذا الإجماع لم يكن مجرد إجراء سياسي شكلي، بل أصبح ركيزة أساسية لتعزيز الاستقرار الداخلي وتحقيق التنمية.
دبلوماسية نشطة... حضور فاعل
على الصعيد الدبلوماسي، أثبتت موريتانيا خلال السنوات الماضية قدرتها على لعب أدوار مؤثرة في المحيطين الإقليمي والدولي، بفضل استراتيجية خارجية متوازنة قادها الرئيس ولد الغزواني بحكمة وهدوء. وقد تجسدت هذه الجهود في النجاحات المتتالية التي حققتها الدبلوماسية الموريتانية، كان أبرزها قيادة حملة انتخابية ناجحة دعمت انتخاب الدكتور سيدي ولد التاه رئيسًا لمصرف غرب إفريقيا للتنمية، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ البلاد، ويعكس مكانتها المتصاعدة في المنظمات القارية.
أثر ملموس من رئاسة الاتحاد الإفريقي
رغم انتهاء فترة رئاسة الرئيس الغزواني للاتحاد الإفريقي، فإن الأثر الذي تركه لا يزال واضحًا وجليا. فقد تمكن خلال فترة وجيزة من الدفع بأجندة القارة نحو ملفات حيوية مثل الأمن، والتكامل الاقتصادي، ومكافحة الإرهاب، وحل النزاعات. كما ساهمت هذه الرئاسة في تعزيز صورة موريتانيا كدولة ذات مصداقية دبلوماسية، تملك من الحكمة والرصانة ما يجعلها شريكًا موثوقًا على مستوى القارة وخارجها. ومما لا شك فيه أن هذا الزخم السياسي والدبلوماسي ما زال ينعكس إيجابًا على علاقات البلاد بدول مثل السنغال، نيجيريا، وجنوب إفريقيا، إلى جانب الشركاء الدوليين التقليديين.
نجاح انتخابي دولي يرسخ الثقة
النتائج التي حصل عليها المرشح الموريتاني الدكتور سيدي ولد التاه في انتخابات رئاسة المصرف الإفريقي تعكس حجم التأثير الذي باتت تمارسه موريتانيا دوليًا. إذ حصل على دعم 76.18% من الأصوات، وهو رقم لافت يؤشر إلى الثقة المتزايدة التي باتت تحظى بها الدبلوماسية الموريتانية، ويكشف عن قدرة البلاد على المنافسة بفعالية في المحافل الدولية الكبرى، وهو ما كان ليتحقق لولا التخطيط المحكم والدور الفاعل الذي لعبه الرئيس ولد الغزواني وفريقه الدبلوماسي.
اقتصاد في مسار التعافي والنمو
على المستوى الداخلي، لم تغفل القيادة الموريتانية أهمية الإصلاح الاقتصادي، فقد وضعت الحكومة استراتيجيات تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة، مع التركيز على استغلال الموارد الطبيعية وتحسين البنية التحتية وتنويع مصادر الدخل الوطني. تم تعزيز الاستثمارات في قطاعات حيوية كالصيد والزراعة والطاقة والمعادن، بالإضافة إلى مشاريع مهيكلة لتحسين الخدمات الاجتماعية الأساسية، ما انعكس على جودة حياة المواطنين.
نحو مستقبل واعد
رغم التحديات الإقليمية والدولية، فإن موريتانيا بقيادة الرئيس الغزواني تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها الدولية وتحقيق طموحات شعبها. ويُعد الاستمرار في نهج الحوار السياسي وتكريس الدبلوماسية النشطة، بالتوازي مع الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، خيارًا استراتيجيًا لا غنى عنه لترسيخ المكاسب ومواجهة التحديات.
إن النجاحات التي تحققت في السنوات الأخيرة لم تكن وليدة الصدفة، بل ثمرة لرؤية استراتيجية واضحة، وإرادة سياسية قوية، وإدارة حكيمة للموارد والفرص. وتبقى آفاق المستقبل واعدة إذا ما تواصل هذا النهج بثبات، وهو ما يجعل من التجربة الموريتانية تحت قيادة الرئيس محمد ولد الغزواني نموذجًا جديرًا بالمتابعة والتقدير.
سيدنا السبتي
الجمعة، 9 مايو 2025
شرعية المنجز/ عثمان جدو (مقال)
في يوم من أيام الوطن التي ميزها التدشين وإزاحة الستار،كانت العاصمة انواكشوط على موعد مع فتح سجل التاريخ وبالذات في صفحة الإنجازات؛ تلك الإضافة التي تبقى بعد من باشروا إعدادها لتنعم بها أجيال الغد.
لقد باشر فخامة رئيس الجمهورية محاطا بأعضاء الحكومة،وقادة الأمن، ورجال الدبلوماسية والساسة ،والوجهاء، تدشين منشآت ومرافق خِدمية هامة جدا؛ بدءا بالمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، ومعروف ما للتدعيم الإداري بالتكوين الجيد من قيمة ومرتكز يغذي الروافد الإدارية التي هي بوصلة التحكم ومتجه القيادة، والحال هي هي بالنسبةلحقل الصحافة الذي هو المرآة العاكسة لآهات وأنات الشعوب، وهو السلطة الرقابية المحكمة بقوة اللحظ ودقيق المتابعة؛ هذا إذا كان الدور مُقامٌ به كما يراد، ولن يوجد ذلك دون تكوين جيد، ومخرجات ناضجة وهو ما يضمنه تفعيل هذا المرفق الحيوي الهام، أما القضاء وما أدريك القضاء فهو الدعامة التي تستقيم باستقامتها الأمم وتتلاشى بفقدها مصداقيتها، وهنا تكمن حقيقة الأهمية وتبرز محورية الدور؛ إذ لا سلطان يدوم دون قضاء فعال، وعدالة مستقيمة المسار، ومن هذه النقاط ندرك أهمية هذا المحور وقيمة ومعنى هذا المبنى.
في هذا اليوم أيضا بل في ذات اللحظات دُشن المعهد العالي للرقمنة إلى جانب مركز انواكشوط للبيانات ولكل منهما ميزته العالية وقيمته الكبيرة الظاهرة من خلال الدور الذي سيضطلع به، فتكوين الأجيال على علوم العصر التي تتحكم في مسار التكنلوجيا وتساير تطور الذكاء الاصطناعي أمر لا مفر منه؛ بل ضرورة أصبحت تُزاحم الحاجيات الأساسية للإنسان من أكل وشرب ونوم..
وطبعا لا تخفى على ذي عقل راجح أو بصيرة مستنيرة أهمية تدقيق وتأمين البيانات الرقمية وتوطينها، وضمان توفرها في كل الظروف مهما طرأ من طارئ أو طرق من أزمات، كل ذلك مع كامل التمكين داخل البلاد وبعقول وأدمغة وطنية مع ما يحمله ذلك من دلالة معنوية وشحنة سيادية تثلج صدور كل الواثقين في أوطانهم.
بعد ذلك مباشرة وفي نفس الزوال؛ وقبل أن تنزاح الشمس عن كبد السماء أزيح الستار عن مركز وطني لنقل الدم من أجل ضمان توفير وتطوير نقل الدم ومشتقاته وهي لعمري قضية محورية ضمن الاستراتيجية الوطنية لتطوير المنظومة الصحية؛ ضمانا للتدخل الفوري لإنقاذ الأرواح، إنْ على مستوى الحالات الطارئة أو أمراض الدم وكذا حوادث السير، والعمليات الجراحية، وما قد يترتب على عمليات الولادة إلى غير ذلك من الإكراهات التي تستدعي التدخل والمساعدة والإنقاذ، فكل هذه الأمور تفرض ضرورة وجود آلية فعالة لتوفير ونقل الدم بفاعلية مستديمة، ومن هنا تأتي أهمية هذا المشروع الذي وُفِّقت الحكومة لوضع حجره الأساس لتواكب بذلك التطورات الحاصلة في المجال الصحي على الصعيد الدولي بما يقتضيه ذلك من تطوير وانسجام؛ ليكون بذلك أول منشأة وطنية متخصصة في هذا المجال بالذات.
وفي مساء نفس اليوم الثامن مايو 2025 واصل فخامة رئيس الجمهورية سلسلة التدشينات وهذه المرة من ساحة المطار القديم حيث المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية؛ في تقريب لشمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم من الزائر والمتلقي وفي استفادة كبيرة من وسائل التكنلوجيا المتطورة، كل ذلك لتبسيط وصول المعلومة المرتبطة بالسيرة النبوية سواء عن طريق مجسمات الإيضاح أو من خلال شاشات العرض الذكية والمعلومات المنسابة المتدفقة، فهنيئا لمن خدموا سيرة المصطفى الشفيع عليه أفضل الصلاة والسلام مهما كان الجهد وأيا كانت زاوية البذل والخدمة.
قبل كل هذه الأحداث من تدشينات وغيرها؛ سبقتها في يوم واحد أمور تستوجب التوقف والذكر والإشادة منها مثالا لا حصرا مصادقة مجلس الوزراء على إنشاء جامعة انواذيبو وهي بلا شك ستكون صرحا علميا يضيف لبنة جد إيجابية نحو تحقيق التقدم والنماء والتمكين للأجيال القادمة، وهي في ذات الوقت ستكون أداة لمحاربة الشذوذ الأخلاقي،والشرود التعليمي من خلال تقريب وتبسيط التحصيل العلمي، وتحقيق الكفاءة في التمدرس العالي.
إذن حقَّ لنا أن نسمي هذا اليوم الذي شهد كل هذه الأحداث الوطنية المضيئة باليوم الوطني المميز فالرابح من كل هذه المنشآت هو الوطن، وهي باقية لأجياله القادمة،وذلك هو عين الخدمة الوطنية الزكية.