الأربعاء، 18 يونيو 2025

كن منصفا يا برام / عثمان جدو (مقال)

عندما يُطل علينا إنسان عادي وغير مُطَّلِع في هذا الظرف بالذات الذي تحققت فيه تسوية المسار الوظيفي لعدد كبير من المتعاونين؛ خاصة في مجالي الإعلام العمومي والطاقة تحديدا الكهرباء؛ الذين ظلت وضعيتهم مزرية وظالمةلعقود من الزمن رغم صبرهم عليها وعلى عاديات الزمن حتى أتاهم فرج الله بالخلاص والتسوية على يد فخامة رئيس الجمهورية؛ سنقوله له أقصِر، فما بالكم إن كان مصدر الكلام نائب برلماني وليس كأي نائب؛ إنه زعيم حركة إيرا والمرشح الرئاسي الحائز على المرتبة الثانية في آخر استحقاقين رئاسيين. لقد وعينا كثيرا وحفظنا عن ظهر قلب كل عبارات الشكر والمدح والتمجيد التي كانت تصدر عن النائب برام تُجاه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، والتي ظهر فيما بعد أنمقصده كان مجرد إطراء؛ ترى ما الدافع وراء ذلك؟ إن المدح سلوك قديم؛ قِدم الإنسان، وهو تعبير بسيط عنالرضا والإعجاب بالممدوح، لكن عندما يتحول ذلك المدح إلى ضده أو يظهر أنه كان مجرد إطراء؛ فللأمر علاقة بالخفايا والنيات، خاصة إذا ظل الممدوح على حاله دون تغيير!!، سواء كان ذلك تبعا لثوابت خفية هي المحرك الأساسي لمصدر المدح من قبيل الطمع بالظفر بامتياز مادي أو معنوي، أو كانت له محركات أخرى ترتبط بالخوف من ذي بطش أو طمعا في ذي إكرام زائد؛ أو غير ذلك مما ينبئ عن خبث طوية واهتزاز في المبادئ التي تسير قهرا خلف النزعة المزاجية وإن لأتفه الأشياء، وكل هذا التذبذب لم يؤلف في مجتمعنا الذي يتبنى كل المسلمات الأخلاقية التي منها أنه ( عيب اعل فم اشكر يعيب). اعتقد جازما أن من تصدر للشأن العام عليه أن يتسلح بالثبات على الموافق السليمة وأن تكون تلك المواقف مدعمة بالصدق؛ فالصدق منجاةٌ، ويؤسس لها على توخي النفع الشامل للبلاد والعباد، ولا يسعفها أبدا أن تسقى فقط ببخار التمني الذي يتخذ لبوسا من حب الحظوة الشخصيةعلى حساب الجوامع الوطنية؛ وكلنا يعلم يقينا أن تكرار كلام العوام لأمر ما من قبيل أنت الرئيس الفعلي الناجح لا يُصيِّر عدم النجاح نجاحا، ولا يجعل الليل بدل النهار أبدا، فلكل أمر تجلياته، وعين الحقيقة لا تستقى من هذيان شذاذ الآفاق على آذان جُلاسهم حتى وإن كانوا بحجم مرشح رئاسي حاز المركز الثاني، فالأمر لا يعدوا كونه تطييبَ خاطر ممن تزلف إلى نصرة لم يهدَ بعد إلى صاحب فتكتها البكر التي مازال صداها تنتشي منه النفوس، وتُشنف الآذان من الإشادة به ردا للجميل على كامل الإنصاف وكريم الاعتبار. إن فكرة أنا أو الطوفان فكرة واهية في زمن التآزر والتعاضد والتشاركية، ومن نذير الفشل أن تظل مرفوعة في مكان ما، أو على هامة معينة، فالعمل السياسي اليوم لا يكتب له النجاح إلى باعتبار الندية بين المشتركين في قيادة أي مشروع سياسي ولنا في الجارة الجنوبية مثال حسن؛حسم الانتخابات الرئاسية الماضية.. إن من المآخذ الجلية على النائب برام كونه لا يرى بديلا عن نفسه، ولا عديلا له في رفقاء مشروعه السياسي، ويظهر ذلك في الخطاب، والتعامل، وتقدير الأمور، وتداول القضايا،وكل شيء، فهم عنده كأنما على رؤوسهم الطير، وهو إن خاطبهم زمجر؛ وإن استمعوا له ابتسموا في خشوع لو أنهم فعلوه في صلاتهم لكانوا أهدى سبيلا، ومعروف أن من مهلكات السلطان أن يستبد برأيه دوما على جلسائه، ومن نافلة القول أن ذلك أيضا من المهلكات لطالب السلطة الذي لم ينلها بعد. أخيرا على كل من يحاول استعطاف الشعوب من أجل أن يقودها، مهما كانت وسيلته إلى ذلك؛ عليه أن يلتصق بالأرض أولا، وأن يقلل من تزكية نفسه، وأن لا يغتر بكثرة ضجيج المتحلقين حوله، وليقدم للأمة ما ينفع الناس ويمكث في الأرض؛ لفظا وغاية، قيمة ومعنى، رسما ومبنى.

الأربعاء، 11 يونيو 2025

تسويات أحيت الأمل في رد بقية المظالم/عثمان جدو

مما لا شك فيه أن الاستثمار الذكي يبرز من خلال تحسين ظروف الموظفين الذي يتبوأ أهميته من التأثير الإيجابي على المردودية الإنتاجية؛ التي تتكئ أساسا على الرضا الوظيفي، الذي لا ينمو إلا في بيئة عمل مريحة وآمنة ومحفزة، وكل ذلك مُعين على جودة الأداء والابتكار والإسهام المباشر والفعال لتحقيق الأهداف المرسومة بدقة وفعالية. إن المتأمل لميدان العمل في بلادنا يدرك بجلاء التباينات الكبيرة في حدود الرعاية الضرورية لإنجاز العمل، وفي طبيعة المكافآت المرصودة لإنجاز المهام، وكذا في مستويات التقدير التي تعكسها مرآة التعامل عند التقابل أو التلاقي أو عند لطيف الاحتكاك؛ وتكاد تكون هذه المنطلقات تشكل النواة المشتركة، ونقطة الدوران المركزية التي يمر بها أو يلتقي عندها الجميع؛ مِنْ مؤثرين في ميدان العمل، ومَنْ كان لهم تبع، ويشترك في ذلك إلى حد كبير القطاع العام والقطاع الخاص؛ وكأن لسان الحال يثبت أن المهابة تقترن بحيازة كثير من الدراهم، وأن النفوذ يتهادى خلف غبار المال الذي هو صاحب السيادة المطلقة على الأعمال.. وقديما قال أبو العيناء: من كان يملك درهمين تعلمت - شفتاه أنواع الكلام فقالا/ وتقدم الفصحاء فاستمعوا له – ورأيته بين الورى مختالا. ولكي لا نتجاوز حد تشخيص الواقع إلى حدود المبالغة أو نصل شفير التشاؤم فسنقول بكل واقعية وإنصاف أن ما ذهبنا إليه آنفا كان هو السمة الغالبة والصبغة الطاغيةلعقود وسنوات خلت من عمر الجمهورية الإسلامية الموريتانية؛ دون أن نغفل عن التحسينات الكبيرة التي بدأت تطرأ على هذا الميدان، ميدان العمل والوظيفة والتشغيل، فانتقلنا من الظلم الذي لا رادَّ له إلى إنصاف أصحاب الحقوق وردِّ المظالم؛ وليس آخر ذلك تسوية وضعية أعداد كبيرة من العمال في مجالات حيوية وهامة جدا، ظلت لسنوات طويلة تعاني الإهمال والتقصير وتراكم الظلم؛ وطبعا مازالت هناك مجالات أخرى، وفئات بعينها لم تُنفض عنها غبرة الظلم، ولم تنزاح عنها قترة التغافل والنسيان. قبل سنوات تعرض أحد أشهر الشخصيات الإعلامية للظلم البين، ثم الفصل التعسفي وهذا ما أثبتته فيما بعد الأحكام القضائية المتتالية؛ لكن سطوة النفوذ منعته من الوصول إلى حقه، والولوج إلى مستحقاته، مضى بذلك سنوات حتى تغيرالمدير الآمر بالصرف وانصرفت معه سلطة آمره بتضييع الحق ومنع المستحق عن صاحبه؛ لا لشيء له صلة مباشرة بالعمل الذي يُولد الأحقية بنوال الحقوق، وإنما لردة فعل مشبعة بالإفراط في استغلال السلطة ضد كل مخالف للرأي سواء كان مُؤدَّى ذلك خطأ أو نسياناً أو خلافا لذلك، والأمثلة في مجالات أخرى كقطاع العدالة مثلا؛ قائمة، شاهدة، فلقد طال الظلم في الفترات الماضية القضاة، وغيرهم من المدنيين والعسكريين، وقد تكون لذلك مسوغاته عند البعض، لكنها مع التحقق والتدقيق لا توجد خِلوًا من الاستبداد الشخصي؛ المشوب دوما بنزعة نزوات المتسلط على من هم دونه جهدا ومقدرة، والحمد لله بدأت هذه الظاهرة في انحسار خلال السنوات القليلة الماضية. إن ما شُرع فيه من تسوية نهائية لوضعية عمال شركة الكهرباء الذين تجاوز عددهم 860 عاملا؛ رغم معاناتهم لعقود يؤكد أن هناك إرادة جادة، وصدقا في النيات لدى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني من أجل ردِّ المظالم، وتمكين المستحقين من حقوقهم الضائعة، وهذه الحالة تنطبق مائة بالمائة على المتعاونين في حقل الإعلام إذ بدأت التسوية النهائية لقضيتهم التي امتدت معاناتهم من عدم تسويتها وضياع حقوقهم في الماضي لزمن طويل، تعاقبت عليه إدارات، وتبدلت حكومات، وتغيرت قيادات وسُلطات، وطبعا في النهاية السارة لهذه الملفات الكبيرة المشتملة على أعداد كبيرة من الموظفين ما يذكي جذوة الإنصاف عند آخرين، نذكر منهم استئناسا؛ بعض عمال قطاع التعليم، فمثلا يحتاج ملف مقدمي خدمات التعليم إلى التسوية النهائية، وحل كل المشكلات المرتبطة به؛سواء على مستوى الدمج الإطاري، أو على مستوى الرواتب والتعويضات، وينضاف إليهم بعض عمال الدعم في بعض المؤسسات التربوية كالمعهد التربوي الوطني مثلا خاصة فئة المتعاونين في قطاع المطبعة والتي تعتبر القلب النابض للمعهد التربوي الوطني ويعتبر هؤلاء العمال على قلتهم حجر الزاوية في نشاطها الذي يتوج عادة بمرحلة طباعة الكتب ونشرها. وأخيرا نُذكر بالمظلمة التي تعرض لها مديرو المعاهد التربوية الجهوية في رواتبهم التي يقدم لهم المعهد التربوي الوطني مقابل خدماتهم له، فمقدار هذه الرواتب منصوص عليه في المرسوم المنظم للمعهد التربوي الوطني الذي يحمل الرقم 106/93 الصادر سنة 1993 فهذا المرسوم ينص في المادة 16 على أن المدير الجهوي يتماثل من ناحية الاستفادة المادية مع رئيس القطاع بالمعهد التربوي الوطني، وهذا مالم يحصل منذ قرابة عقد من الزمن؛ بل الأدهى من ذلك أن المدير الجهوي في هذه اللحظة من سنة 2025 لا يحصل إلا على نسبة 42,68 إثنان وأربعون فاصل ثمانية وستون من أصل المبلغ المذكور، وهو تحديدا 10500 أوقية جديدة من أصل 24600 أوقية جديدة هذا دون العلاوات والخفايا التي يحصل عليها غير المديرين الجهويين، ويحرمون هم من أبسطها طيلة هذه السنوات؛ فمتى ستنكف هذه الغُمة؟ ومتى يزول هذا الظلم؟ وهل سيحل بهؤلاء ما حل بعمال شركة الكهرباء، وعمال الإعلام من عدالة وتسوية؟؟ نُعوِّل على إرادة الله سبحانه وتعالى أولا، وثقتنا كبيرة في إنصاف فخامة رئيس الجمهورية الذي بدأ هذه المأمورية الثانية برد المظالم وتسوية النزاعات؛ وكلنا ثقة أن معالي الوزير الأول ستكون له عين باصرة وتدخل مضيء تجسيدا للأمانة والثقة التي أوكله فخامة الرئيس إياها.. وما ضاع حق وراءه مطالب، ومهما طال الليل، سينجلي الصباح، وتشرق الشمس، وتطير العصافير.

الجمعة، 30 مايو 2025

فوز مرشح موريتانيا.. انتصار دبلوماسي كبير

قبل بضع سنوات خلت؛ انثال الموريتانيون زرافات ووحدانا على فخامة رئيس الجمهورية وهو إذ ذاك مرشحا لكرسي الرئاسة، اجتمعوا حوله وسماه القاصي والداني مرشح الإجماع، وطبعا من نافلة القول أن اجتماعهم لم يكن مؤداه محض الغباء ولا تراكم الفضول.. لقد التف الموريتانيون حول رئيسهم المستقبلي لجملة من الخصال الحميدة الظاهرة التي منها استئناسا لا عدا ولا حصرا هدوءه المُتَّزِن واحترامه للجميع؛ فسكن قلوبهم،ومدوا إليه أيديهم، واحْنَوا رؤوسهم، وترجموا صدق ذلك بتصويتهم الباهر له وانتخابه رئيسا للبلاد، رئيسا يشكل مرجعا ناظما لكل الخيوط الاجتماعية، ثم صوتوا له ثانيةبعد خمس سنوات من قيادته للبلاد بهدوء وكياسة، وحذاقة،ولباقة منزوعة التشنج؛ خِلْوًا من التعصب أو استغلال النفوذ ظاهرا أو باطنا، وطبعا كلنا يعرف تلازم استغلال النفوذ مع كرسي القيادة أحرى الرئاسة. لقد انطبعت السنوات الأولى لقيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بطابع الهدوء والسكينة حتى عُدت التهدئة السياسية أهم المكاسب الوطنية حينها؛ فزاحم المعارض العتيق الموالي القديم مناصرة للرئيس ودعما لتوجهاته وقراراته، وطبعا تغيرت الخارطة السياسية وأبانت عن مشهد جديد انقبضت فيه رقعة المعارضة واتسعت رقعة الولاء والمؤازة مما أسس للوحة سياسية وطنية قلَّ فيها الصوت النشاز وإن لم ينعدم؛ لكنه انحسر وانكشفت سوءاته. كلنا يتذكر مظالم شهيرة رُدت عن أصحابها وزال عنهم ضررها، منهم رموز في الإعلام وإخوان لهم في القضاء وغيرهم في مجالات أخرى، منهم الرفعاء، ومنهم البسطاء،اختلفوا في الصفة والمستوى، واتحدوا في الصلة والإنصاف، الإنصاف من طرف فخامة رئيس الجمهورية، ومعروف أن الإنصاف من شيم الأشراف. لقد رأت برامج اجتماعية كثيرة النور في العهدة الرئاسية الأولى وما مضى من الثانية؛ من ذلك التأمين الصحي الذي اتجه نحو الشمولية فدخل تحت ظله مئات آلاف الأفراد والأسر، ووزعت الإعانات المالية والغذائية، طبعا قد يقول قائل إن هذا لا يكفي لمواجهة مستنقع الفقر وموجات البطالة؛ صحيح لكنه يحد من تأثيرات هذه الظواهر المتجذرةويُعين على مواجهة إكراهات الحياة الكثيرة، ويجعل من البرامج الحكومية الأخرى ذات الصلة نفعًا وجدوائية. يضيق المقام عن ذكر كل مجال على حدة وبالتفصيل المجزي، لكن في ذكر بعض المشاريع إشارة وبشارة وكفاية لمن أراد دراية دون إنكار بعد إظهار أو إخفاء بعد التجلي، ولنا فيما أُسس له على درب إرساء دعائم المدرسة الجمهورية دعامة وتسلية؛ فهي الحاضنة المستقبلية للجوامع الوطنية، وهي مسرح تلاقي الأجيال الآمن، فبتحقق مقاصدها ستختفي الكراهية بين فئات المجتمع، وتذوب الفوارق المعرفية، والاجتماعية، والسياسية ثم الاقتصادية. ومما يذكر ويُشاد به ما حصل من رفع قيمة للمرأة تمثيلا وتوظيفا واعتبارا.. ومن ذلك المساحة المتقدمة التي مُنِحت للشؤون الإسلامية عموما؛ إن على السيادة الوزارية أو المسابقات الإثرائية.. ومما لا شك فيه أن تهيئة مناخ الاستثمار لا تقل أهمية واعتبارا عن تهدئة الجو السياسي، فإن كان التناغم السياسي يرسي دعائم التنمية، ويزيل الحواجز والمطبات أمام المشاريع الكبرى، ويسمح بإحداث نهضة تنموية شاملة فإن تهيئة مناخ الاستثمار هي الجاذب الأول للاستثمارات الكبرى مع ما تزرعه من طمأنينة تضمن سيرورة تلك العلاقة المثمرة بين المستثمر وبيئة الاستثمار، وهنا نقف على استثمارات ضخمة تجلت داخل البيئة الموريتانية منها مثالا لا حصرا مشاريع الغاز التي تعد الأحدث وطبعا سبقها الكثير والكثير وفي مجالات شتى؛ الشيء الذي سيكون له مع مرور الوقت المردود الإيجابي الذي سينعكس بالانتعاش على واقع ومآل الوطن عموما، مما سيعزز دخل الفرد ويؤمن مقدرات الناتج القومي الوطني. إن ما تقدم من نقاط مضيئة لم يكن له ليتجسد لولا الإرادة الصادقة لفخامة الرئيس والاتزان الأمني، الثابت والمتناسق وهو الذي يعد صمام الأمام لكل القضايا الوطنية.. إننا ندرك بجلاء أن تتويج بلادنا بفوز مرشحها برئاسة البنك الإفريقي للتنمية لم يأت اعتباطا ولا هو وليد الصدفة؛ إذ لا شيء يقع من تلقاء نفسه، ولكل أثر مؤثر، وقبل كل ثمرة أُلقيت بذرة، ولقد كان فخامة رئيس الجمهورية هو واضع البذرة الأولى لهذا الإنجاز ثم سقاها بالعلاقات الطيبة التي زرعها في نفوس القادة الأفارقة والشركاء الدوليين فآتت أكلها اليوم؛ فصار يوم الحصاد الكبير الذي تتحدث فيه كل الدول، والشعوب، والهيئات، والمنظمات عن اسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية بكل نبل وشموخ، فهنيئا لفخامة رئيس الجمهورية بهذا النجاح الذي سيبقى أثره منتشر الندى؛بالغا كل مواطن، وهنيئا للمرشح الوطني الفائز، وهنيئا للقارة الإفريقية بالكفاءات الوطنية التي تتزين بالاستقامةوالنزاهة والإخلاص وحب الخير للآخرين.

موريتانيا تحت قيادة الرئيس ولد الغزواني: نجاحات دبلوماسية واقتصادية بارزة

منذ تولي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد الحكم، بدأت موريتانيا مرحلة جديدة من التحول السياسي والنهضة الاقتصادية والانفتاح الدبلوماسي. فقد اتسمت سنوات حكمه الأولى بإرساء دعائم الاستقرار السياسي، وتبني رؤية تنموية طموحة، وانتهاج دبلوماسية نشطة أعادت البلاد إلى واجهة المشهدين الإقليمي والدولي. توافق سياسي يعزز الاستقرار أحد أبرز إنجازات الرئيس الغزواني يتمثل في نجاحه في تكريس مناخ سياسي هادئ قائم على التوافق والحوار، وهو ما لم يكن سائدًا في مراحل سابقة من تاريخ البلاد. تمكن من جمع طيف واسع من القوى السياسية حول رؤية وطنية جامعة، ما أسهم في تخفيف حدة الاستقطاب السياسي، وخلق بيئة مناسبة للإصلاح والتقدم. هذا الإجماع لم يكن مجرد إجراء سياسي شكلي، بل أصبح ركيزة أساسية لتعزيز الاستقرار الداخلي وتحقيق التنمية. دبلوماسية نشطة... حضور فاعل على الصعيد الدبلوماسي، أثبتت موريتانيا خلال السنوات الماضية قدرتها على لعب أدوار مؤثرة في المحيطين الإقليمي والدولي، بفضل استراتيجية خارجية متوازنة قادها الرئيس ولد الغزواني بحكمة وهدوء. وقد تجسدت هذه الجهود في النجاحات المتتالية التي حققتها الدبلوماسية الموريتانية، كان أبرزها قيادة حملة انتخابية ناجحة دعمت انتخاب الدكتور سيدي ولد التاه رئيسًا لمصرف غرب إفريقيا للتنمية، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ البلاد، ويعكس مكانتها المتصاعدة في المنظمات القارية. أثر ملموس من رئاسة الاتحاد الإفريقي رغم انتهاء فترة رئاسة الرئيس الغزواني للاتحاد الإفريقي، فإن الأثر الذي تركه لا يزال واضحًا وجليا. فقد تمكن خلال فترة وجيزة من الدفع بأجندة القارة نحو ملفات حيوية مثل الأمن، والتكامل الاقتصادي، ومكافحة الإرهاب، وحل النزاعات. كما ساهمت هذه الرئاسة في تعزيز صورة موريتانيا كدولة ذات مصداقية دبلوماسية، تملك من الحكمة والرصانة ما يجعلها شريكًا موثوقًا على مستوى القارة وخارجها. ومما لا شك فيه أن هذا الزخم السياسي والدبلوماسي ما زال ينعكس إيجابًا على علاقات البلاد بدول مثل السنغال، نيجيريا، وجنوب إفريقيا، إلى جانب الشركاء الدوليين التقليديين. نجاح انتخابي دولي يرسخ الثقة النتائج التي حصل عليها المرشح الموريتاني الدكتور سيدي ولد التاه في انتخابات رئاسة المصرف الإفريقي تعكس حجم التأثير الذي باتت تمارسه موريتانيا دوليًا. إذ حصل على دعم 76.18% من الأصوات، وهو رقم لافت يؤشر إلى الثقة المتزايدة التي باتت تحظى بها الدبلوماسية الموريتانية، ويكشف عن قدرة البلاد على المنافسة بفعالية في المحافل الدولية الكبرى، وهو ما كان ليتحقق لولا التخطيط المحكم والدور الفاعل الذي لعبه الرئيس ولد الغزواني وفريقه الدبلوماسي. اقتصاد في مسار التعافي والنمو على المستوى الداخلي، لم تغفل القيادة الموريتانية أهمية الإصلاح الاقتصادي، فقد وضعت الحكومة استراتيجيات تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة، مع التركيز على استغلال الموارد الطبيعية وتحسين البنية التحتية وتنويع مصادر الدخل الوطني. تم تعزيز الاستثمارات في قطاعات حيوية كالصيد والزراعة والطاقة والمعادن، بالإضافة إلى مشاريع مهيكلة لتحسين الخدمات الاجتماعية الأساسية، ما انعكس على جودة حياة المواطنين. نحو مستقبل واعد رغم التحديات الإقليمية والدولية، فإن موريتانيا بقيادة الرئيس الغزواني تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها الدولية وتحقيق طموحات شعبها. ويُعد الاستمرار في نهج الحوار السياسي وتكريس الدبلوماسية النشطة، بالتوازي مع الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، خيارًا استراتيجيًا لا غنى عنه لترسيخ المكاسب ومواجهة التحديات. إن النجاحات التي تحققت في السنوات الأخيرة لم تكن وليدة الصدفة، بل ثمرة لرؤية استراتيجية واضحة، وإرادة سياسية قوية، وإدارة حكيمة للموارد والفرص. وتبقى آفاق المستقبل واعدة إذا ما تواصل هذا النهج بثبات، وهو ما يجعل من التجربة الموريتانية تحت قيادة الرئيس محمد ولد الغزواني نموذجًا جديرًا بالمتابعة والتقدير. سيدنا السبتي

الجمعة، 9 مايو 2025

شرعية المنجز/ عثمان جدو (مقال)

في يوم من أيام الوطن التي ميزها التدشين وإزاحة الستار،كانت العاصمة انواكشوط على موعد مع فتح سجل التاريخ وبالذات في صفحة الإنجازات؛ تلك الإضافة التي تبقى بعد من باشروا إعدادها لتنعم بها أجيال الغد. لقد باشر فخامة رئيس الجمهورية محاطا بأعضاء الحكومة،وقادة الأمن، ورجال الدبلوماسية والساسة ،والوجهاء، تدشين منشآت ومرافق خِدمية هامة جدا؛ بدءا بالمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء، ومعروف ما للتدعيم الإداري بالتكوين الجيد من قيمة ومرتكز يغذي الروافد الإدارية التي هي بوصلة التحكم ومتجه القيادة، والحال هي هي بالنسبةلحقل الصحافة الذي هو المرآة العاكسة لآهات وأنات الشعوب، وهو السلطة الرقابية المحكمة بقوة اللحظ ودقيق المتابعة؛ هذا إذا كان الدور مُقامٌ به كما يراد، ولن يوجد ذلك دون تكوين جيد، ومخرجات ناضجة وهو ما يضمنه تفعيل هذا المرفق الحيوي الهام، أما القضاء وما أدريك القضاء فهو الدعامة التي تستقيم باستقامتها الأمم وتتلاشى بفقدها مصداقيتها، وهنا تكمن حقيقة الأهمية وتبرز محورية الدور؛ إذ لا سلطان يدوم دون قضاء فعال، وعدالة مستقيمة المسار، ومن هذه النقاط ندرك أهمية هذا المحور وقيمة ومعنى هذا المبنى. في هذا اليوم أيضا بل في ذات اللحظات دُشن المعهد العالي للرقمنة إلى جانب مركز انواكشوط للبيانات ولكل منهما ميزته العالية وقيمته الكبيرة الظاهرة من خلال الدور الذي سيضطلع به، فتكوين الأجيال على علوم العصر التي تتحكم في مسار التكنلوجيا وتساير تطور الذكاء الاصطناعي أمر لا مفر منه؛ بل ضرورة أصبحت تُزاحم الحاجيات الأساسية للإنسان من أكل وشرب ونوم.. وطبعا لا تخفى على ذي عقل راجح أو بصيرة مستنيرة أهمية تدقيق وتأمين البيانات الرقمية وتوطينها، وضمان توفرها في كل الظروف مهما طرأ من طارئ أو طرق من أزمات، كل ذلك مع كامل التمكين داخل البلاد وبعقول وأدمغة وطنية مع ما يحمله ذلك من دلالة معنوية وشحنة سيادية تثلج صدور كل الواثقين في أوطانهم. بعد ذلك مباشرة وفي نفس الزوال؛ وقبل أن تنزاح الشمس عن كبد السماء أزيح الستار عن مركز وطني لنقل الدم من أجل ضمان توفير وتطوير نقل الدم ومشتقاته وهي لعمري قضية محورية ضمن الاستراتيجية الوطنية لتطوير المنظومة الصحية؛ ضمانا للتدخل الفوري لإنقاذ الأرواح، إنْ على مستوى الحالات الطارئة أو أمراض الدم وكذا حوادث السير، والعمليات الجراحية، وما قد يترتب على عمليات الولادة إلى غير ذلك من الإكراهات التي تستدعي التدخل والمساعدة والإنقاذ، فكل هذه الأمور تفرض ضرورة وجود آلية فعالة لتوفير ونقل الدم بفاعلية مستديمة، ومن هنا تأتي أهمية هذا المشروع الذي وُفِّقت الحكومة لوضع حجره الأساس لتواكب بذلك التطورات الحاصلة في المجال الصحي على الصعيد الدولي بما يقتضيه ذلك من تطوير وانسجام؛ ليكون بذلك أول منشأة وطنية متخصصة في هذا المجال بالذات. وفي مساء نفس اليوم الثامن مايو 2025 واصل فخامة رئيس الجمهورية سلسلة التدشينات وهذه المرة من ساحة المطار القديم حيث المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية؛ في تقريب لشمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم من الزائر والمتلقي وفي استفادة كبيرة من وسائل التكنلوجيا المتطورة، كل ذلك لتبسيط وصول المعلومة المرتبطة بالسيرة النبوية سواء عن طريق مجسمات الإيضاح أو من خلال شاشات العرض الذكية والمعلومات المنسابة المتدفقة، فهنيئا لمن خدموا سيرة المصطفى الشفيع عليه أفضل الصلاة والسلام مهما كان الجهد وأيا كانت زاوية البذل والخدمة. قبل كل هذه الأحداث من تدشينات وغيرها؛ سبقتها في يوم واحد أمور تستوجب التوقف والذكر والإشادة منها مثالا لا حصرا مصادقة مجلس الوزراء على إنشاء جامعة انواذيبو وهي بلا شك ستكون صرحا علميا يضيف لبنة جد إيجابية نحو تحقيق التقدم والنماء والتمكين للأجيال القادمة، وهي في ذات الوقت ستكون أداة لمحاربة الشذوذ الأخلاقي،والشرود التعليمي من خلال تقريب وتبسيط التحصيل العلمي، وتحقيق الكفاءة في التمدرس العالي. إذن حقَّ لنا أن نسمي هذا اليوم الذي شهد كل هذه الأحداث الوطنية المضيئة باليوم الوطني المميز فالرابح من كل هذه المنشآت هو الوطن، وهي باقية لأجياله القادمة،وذلك هو عين الخدمة الوطنية الزكية.

الجمعة، 25 أبريل 2025

نواب زلت أقدامهم/ عثمان جدو

لا شك أن عرفاء الشعب الذين يختارهم الناس لتمثيلهم في أهم هيأة لتدبير شؤون حياتهم وترتيب مصالحهم، فينوبون عنهم في ذلك ويقررون عليهم بفعل ذلك التفويض الذي يخولهم كامل الختم والتوقيع والإمضاء، لا شك أن هؤلاء يُناط بهم من المسؤوليات تجاه من انتدبهم أعظمها، وعلى كاهلهم من الحقوق في رعايتهم أثبتها، فهم حين يتكلمون يتكلمون عنهم، وحين يقررون فباسمهم يقررون، ومن السخافة العقلية أن يَظُنَّ أحدهم بعد حديثه الجارح الموجه إلى جهة ما أنه عبَّر عن ذاته فقط أو أخرج ما في مكنونه هو حصرا دون إشراك غيره ممن انتدبوه أصلا، وكانوا هم جسر الوصول الذي جلس بعد النزول منه مباشرة تحت قبة البرلمان.. إن العبارة التي تُحسِّن نقيضها حتما يُخشِّن، وطيب الكلام له صدىً إيجابيٌ في النفس، وله حلاوة في السمع،وله نشوة الترديد، وطلاوة التذكير، وخبيث الكلام له عكس النتائج، واللسان ترجمان القلب ومرآته العاكسة، ومحيَّا المرء أصدق ترجمان عن مغيبٍ في كنهه، وكل إناء بالذي فيه ينضح، وكل ذات بما فيها تفيض. صحيح أنه في الأيام والأسابيع الماضية عجَّت الساحة السياسية و الإعلامية بتدوال كلمات ومواقف لا يُؤَم كثير منها ولا يقتدى بمصدرها غالبا؛ فكما ينظر ابتداء إلى أن دخول أحدهم البرلمان جاء بعد تصويت فلان وعلان، وبعد بذلهم الغالي والنفيس من أجل حصول ذلك التمثيل والوصول إلى ذلك الاعتماد؛ فإن كثيرا من المواطنين على فطرتهم الإنسانية وعفويتهم السليمة يَمُجُّونَ كل ما تعافه النفس البشرية السوية؛ من مناكر القول وفحش المقاصد لفظية كانت أو من خلال وسيلة موصلة أخرى، وبالتالي لا يرون ذواتهم في الإساءة والبذاءة إلى أي كان؛ أحرى أن يكون مصدرها من انتدبوه لتمثيلهم، ولأن طرائق الانتداب ومسالك الاعتماد الموصلة إلى التفويض مازالت تعتريها نواقص جمَّة فإن نتاج ذلك حتما سيكون دخول من لا يمثل شرف المواطن في وطنيته وانتمائه الذي لا يبغي به بدلا إلى حيث لم يكن ينبغي له أن يدخل ولا إلى حيث كان يجب أن لا يمثل فيه نفسه أحرى مجموعة بشرية قد يغلب عليها طابع البساطة والعفوية، هذا مع ضيق المدارك وعدم الإحاطة بمآلات الأمور؛ لكنها رغم ذلك لا تتقاطع في المقاصد مع من يريد ببلادها تمزيقا أو يوجه إلى قادة وطنها بذاءة أو إساءة حتى وإن عمها الصمت أو تظاهر راكب أمواجٍ أنه لرجع صوته المبحوح كرها تعكس الصدى أو هي له كموضع الراحة من الندى. إننا وإسقاطا لما تقدم من طرح على واقع الأحداث التي تعكسها منصات الأخبار ووسائط التواصل الاجتماعي؛ندرك جليا أن هناك تحامل لا تخطئه عين ناظر ولا أذن سامع؛ ومن ذلك ما صدر عن نائبة يفترض بها احترام تجربتها التي تمتد لثلاث إنابات برلمانية، والواقع أن من توقف مع ألفاظها سيدرك حجم ذلك التحامل الذي يشي بحقيقة المقصد، وطبيعة الرافد مما يسهل فهم روح الحمية التي تغذيها النداءات اللونية أكثر من الجوامع الوطنية؛ وإلا لما استعاضت عن مصطلح عام يستخدم إقليميا ودوليا وفي مجالات البحث والمعالجة بآخر من عندها؛ يذكي جذوة النعرات ويُبعد حقيقة القضية عن شحنتها المعنوية، وأنتم تدركون جميعا البون الشاسع بين مدلول (الطرد الجماعي) وبين ترحيل مهاجرين غير نظاميين، يضربون بعرض الحائط الالتزام بالقوانين الناظمة، المتاحة والميسرة؛ خدمة لمصالحهم، ومصالح البلد المضيف لهم!!!. لا يختلف عن هذه النائبة الطاعنة في السن والتي كان عليها مراعاة ذلك بنداء أمومة تحنانًا إلى وطن يحتضن؛ لا يختلف عنها ضررا ما ذهب إليه نائب شاب يبدو أنه يمتطي صهوة جواد من وهم، سرجه نُسج من خيوط (خالف تعرف) لقذ دفع بهذا النائب حب اختصار الطريق الموصل إلى الشهرة مهما كانت الوسيلة إلى التعاطف حد النشوة مع قاتل مشارك بأبشع طريقة، وهي الجريمة التي هزلت المدينة الساحلية الهادئة قبل ذلك، فعكرت صفو الوداد، ومزقت وجه الإنسانية الوديع، وفي كثرة شهود هذه المحاكمة التي تبينت فيها حيثيات الواقعة، وانتشار تفاصيلها ما يغنينا عن إعادة بسط ذلك، وما هذه بأولى سقطات هذا النائب؛ فلقد عمد وهو خارج البلاد بين ظهراني من لا يعيره وزنا ولا قيمة ولا يمنحه اعتبارا، لاعتبارات وسياقات تاريخية منذ فجر الاستعمار إلى اليوم؛ عهد استنزاف الخيرات ولعب الوصاية بزرع الفتنة بين مكونات الشعب بطرق خفية وأخرى معلنة، في إحياء لنهج قديم حقيقته الجلية ( فرق تسد)، يشترك معه في هذه وتلك دعاة حقوق هم أقرب إلى عقوق الوطن من تتبع حقوق لا تفضي إلا إلى تخفيف العقوبة عن مجرم لا خلاف في جرمه أو إفلاته من إكمال العقاب، وما هذا بتعمير بلاد ولا بزرع حياة، إنما هو خراب في خراب وعمل ضد مجتمع وضد كيان وضد دولة. يأتي بعد كلام وموقف هذا النائب الشاب وتلك النائبة الشائبة ما صدر عن نائبتين بين هذا وتلك سنا ودنهما علما وفهما وإن كانتا أكثر من الجميع حماقة؛ على الأقل بالأدلة الظاهرة التي تعكسها التصرفات الرديفة للأقوال البذيئة، وقديما قالوا الفعل أبلغ من الكلام؛ ترى ما ذا يبقى من الوضوح إن تعزز فاحش الأقوال بشنيع المواقف، لقد اجتمع في هاتين النائبتين التعدي اللفظي وعدم صيانة هيبة الدولة ورموزها وهدر المصان من التقدير لرجال الأمن لحظة تأديتهم للخدمة العمومية. إن هذه التصرفات المشينة لم تعد مقبولة من عوام الناس أحرى من ينوب عنهم ويقرر عليهم، لكن الأسباب المنتجة لذلك دون عجب هي النعرات الضيقة والنداءات اللونية التي تعتبر معرَّة ومنقصة لكل مواطن بسيط ؛ والأدهى أن يكون مصدرها من يمتهن السياسة ويتصدر للريادة وتدبير الشأن العام؛ يُزاد ذلك بضَعف المؤهل العلمي عند بعض هؤلاء وانعدامه عند البعض الآخر، إذ لا يمكن أن نساوي في التعامل مع المسائل أياً تكن تلك المسائل بين متعلم جاهل، بين حاذق وأحمق، فمن تعلم فكرة واحدة أبطأت به عن جم المشاكل والمزالق، ومن انعدم عنده ذلك أسرع إلى كل تهلكة وانحدر مع كل هاوية؛ فالعلم نور يزين صاحبه، والجهل ظلام مهلك لمن يرومه.

ضرورة تصريح النواب بممتلكاتهم